آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 4:59 م

رصد وتنبؤ.. نظام صحي شامل يضبط مؤشرات الأمراض التنفسية بالمملكة

جهات الإخبارية

كشفت هيئة الصحة العامة ”وقاية“ عن تشغيل نظام رصد متكامل للأمراض التنفسية، يهدف إلى إحداث تحول جذري في آليات التنبؤ المبكر بالأوبئة والكشف الفوري عن أي تفشيات محتملة، بما يمكن صناع القرار من اتخاذ إجراءات وقائية استباقية تحد من المخاطر الصحية قبل استفحالها.

وتستند المنهجية التشغيلية للنظام الجديد إلى بنية تحتية رقمية فائقة التطور، تتجاوز طرق الرصد التقليدية لتعتمد على جمع وتحليل بيانات ضخمة من مصادر متنوعة في آن واحد، تشمل الحالات المخبرية، وسجلات المستشفيات، ومرافق الرعاية الأولية، والخدمات الصحية الافتراضية، إضافة إلى نتائج الاستطلاعات الإلكترونية، مما يضمن دقة عالية في المراقبة وسرعة استجابة غير مسبوقة.

وعملت الهيئة على تأسيس ”مستودع وطني“ لبيانات الأمراض التنفسية، وذلك بعد استكمال تطوير البنية التحتية الفنية وتحديد المتطلبات التقنية بالتعاون مع الجهات المعنية، حيث نجحت بالتنسيق مع وزارة الصحة في الحصول على صلاحيات الربط التقني المباشر مع الأنظمة الوطنية الحيوية لضمان تدفق البيانات بسلاسة وموثوقية.

وتتكامل المنظومة الجديدة تقنياً مع قواعد بيانات صحية رئيسية، أبرزها نظام ”حصن بلس“ ونظام ”رقيم“ والسجل الوطني للتحصينات، إلى جانب ربطها بلوحات بيانات العناية المركزة والسجل الوطني للوفيات المرتبطة بالأمراض التنفسية، وهو ما يتيح للنظام إجراء تحليلات دقيقة ومعقدة للوضع الوبائي في المملكة.

وتنعكس مخرجات هذا التكامل في قدرة النظام على إصدار تقارير دورية مفصلة تكشف بدقة خارطة انتشار فيروسات الإنفلونزا والجهاز التنفسي، متضمنة تفاصيل الحالات الجديدة مصنفة وفق نوع المرض، والفئة العمرية، والجنس، والتوزيع الجغرافي، مع رصد دقيق لمؤشرات الحالات الحرجة في العناية المركزة ونسب الوفيات ومستويات التحصين.

وعلى الصعيد الدولي، يعزز النظام الجديد مكانة المملكة كشريك فاعل في منظومة الأمن الصحي العالمي، إذ يسهل عملية مشاركة البيانات الدورية الموثقة مع منظمة الصحة العالمية والمركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، تأكيداً على التزام المملكة بدعم الجهود الإقليمية والدولية في محاصرة الأمراض المعدية والحد من انتشارها.