انتبه.. قهوتك الصباحية قد تفسد مفعول علاجك النفسي
أظهرت دراسة حديثة أن استهلاك الكافيين قد يؤدي إلى تقليص فعالية بعض العلاجات المتقدمة المخصصة لمكافحة الاكتئاب بشكل كبير، وفي مقدمتها عقار ”الكيتامين“ وجلسات العلاج بالصدمات الكهربائية، وهو ما يضع المرضى والأطباء أمام تحدٍ جديد لضمان الاستجابة المثلى للعلاج.
وأرجع الباحثون في الدراسة المنشورة بمجلة ”Brain Medicine“ السبب العلمي وراء هذا التعارض إلى آلية عمل الدماغ، حيث تعتمد العلاجات المذكورة بشكل رئيسي على تحفيز زيادة إفراز مادة ”الأدينوزين“، وهي المادة المسؤولة عن تهدئة نشاط الخلايا العصبية والمساعدة في استقرار الحالة المزاجية للمريض أثناء الجلسات، إلا أن الكافيين يعمل كعائق مباشر لهذه العملية عبر حجب مستقبلات الأدينوزين ذاتها التي يحاول العلاج تنشيطها.
ووصف الخبراء هذه الحالة بـ ”مفارقة القهوة“، مشيرين إلى التناقض اللافت في تأثير الكافيين؛ فبينما تؤكد الدراسات السابقة أن الاستهلاك المنتظم للقهوة يساهم في الوقاية من خطر الإصابة بالاكتئاب ابتداءً، كشفت النتائج الجديدة أن تناول جرعة مفاجئة منها، ولو كانت بمقدار فنجان واحد قبل جلسة العلاج، قد يكون كافياً لإفقاد الجلسة جزءاً من فاعليتها المرجوة وإضعاف النتائج العلاجية.
وفي سياق متصل بالخطوات المستقبلية، يعتزم الفريق البحثي إجراء سلسلة من التجارب السريرية الإضافية للوقوف بدقة على حجم تأثير عادة شرب القهوة على نتائج علاج الاكتئاب على المدى الطويل، وللتحقق مما إذا كان التوجيه بالامتناع المؤقت عن تناول الكافيين قبل مواعيد الجلسات سيشكل حلاً فعالاً لتعزيز استجابة المرضى، مؤكدين أن فهم العلاقة المعقدة بين الكافيين والأدينوزين سيفتح آفاقاً واعدة لتطوير بروتوكولات علاجية أكثر دقة وأماناً.
