الباحث الحسن يتهم الكتّاب: تعقيدكم للغة هو ما نّفر الشباب من القراءة
حمّل الباحث والكاتب المتخصص في ثقافة القراءة، يوسف الحسن، المؤلفين والكتّاب جزءاً كبيراً من مسؤولية التراجع الملحوظ في معدلات القراءة عربياً وعالمياً،.
واعتبر أن استخدام لغة فوقية أو معقدة لا تنسجم مع إيقاع العصر السريع قد ساهم بشكل مباشر في تنفير الأجيال الجديدة، ودفعهم نحو البدائل السهلة كالمحتوى البصري السريع.
جاءت هذه الرؤية النقدية خلال المحاضرة التي ألقاها الحسن بعنوان ”العودة للقراءة“، والتي استضافها مقهى ”كوب كتاب“ في المبرز مؤخراً، حيث شدد المحاضر على أن استعادة الجمهور تتطلب ثورة في أساليب الكتابة تعتمد السلاسة والجاذبية دون الإخلال بالرصانة الأدبية.
ورفض الحسن حصر أزمة القراءة في زاوية ”كثرة الملهيات“ فقط، موضحاً أن القارئ المعاصر يمتلك خيارات لا نهائية، ولن يتردد في ترك أي كتاب يشعر فيه بالتعقيد أو الانفصال عن واقعه، خاصة مع توفر بدائل ترفيهية فورية مثل الصور والمقاطع القصيرة التي تخاطب العقل بجهد أقل.
وعلى الرغم من النظرة المتشائمة لواقع القراءة، رصد الحسن مؤشرات إيجابية تنفي موت الكتاب الورقي، مستدلاً بالمشاهد الحية في معارض الكتب العربية التي تزدحم بالزوار، وطوابير الانتظار الطويلة في حفلات توقيع الروايات، مما يثبت أن القارئ موجود ويبحث بشغف عن المحتوى الذي يلامسه ويحترم عقله.
وانطلاقاً من تجربته الشخصية التي أثمرت خمسة إصدارات متخصصة ومشروعاً طموحاً لتدوين ألف مقال عن القراءة، أكد الحسن أن مفتاح الحل يبدأ من الكاتب نفسه، الذي يتعين عليه النزول من برجه العاجي وتقديم نصوص تمزج بين العمق والبساطة لضمان استمرار تدفق المعرفة.
ودعا الباحث في ختام حديثه إلى تبني استراتيجية شاملة لدمج الكتاب في النسيج اليومي للناشئة، من خلال توفيره في المدارس والأماكن العامة، وخلق قدوات قرائية ملهمة للشباب، قبل أن يختتم اللقاء بنقاش مفتوح مع الحضور وتكريم خاص من الجهة المنظمة.















