آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 12:03 ص

«مداد في ظلال خراسان» يوثّق سيرة عالم منسي من القطيف

جهات الإخبارية

صدر حديثًا عن دار المحبين في مدينة قم كتاب جديد للشيخ عبدالغني العرفات بعنوان ”مداد في ظلال خراسان.. سيرة الشيخ إبراهيم بن مهدي آل عرفات القديحي القطيفي“، في طبعته الأولى لعام 2025، يوثق فيه المؤلف سيرة واحدة من أبرز الشخصيات العلمية التي طواها النسيان لقرون.

ويتناول الكتاب سيرة الشيخ إبراهيم بن مهدي آل عرفات القديحي، الذي وُلد في بلدة القديح بمحافظة القطيف سنة 1180 هـ، وتوفي قبل عام 1269 هـ، وهو أحد أعلام القرن الثالث عشر الهجري الذين أسهموا في إثراء الحركة العلمية والأدبية في المنطقة، قبل أن تندثر آثارهم بفعل تقادم الزمن.

ويشير المؤلف إلى أن الاهتمام بهذه الشخصية بدأ حين عثر كلٌّ من الشيخ فرج العمران والشيخ حسين القديحي عام 1372 هـ على كتاب نادر له بعنوان ”الردود والنقود“، محفوظ في مكتبة الإمام الرضا بمدينة مشهد في خراسان، وهو الاكتشاف الذي أعاد الشيخ إبراهيم إلى دائرة الضوء بعد عقود من الغياب.

وبعد هذا الاكتشاف، واصل الشيخ عبدالغني العرفات جمع ما توافر من معلومات ومخطوطات تتعلق بسيرة العالم القديحي، فضمّها على مدى سنوات في مقدمات كتبه المختلفة، قبل أن يقرر جمعها في مؤلف واحد لتيسير البحث أمام الدارسين والمهتمين بتاريخ العلماء في القطيف وخراسان والعراق.

ويضم الكتاب خمسة أبواب رئيسة تغطي سيرته الشخصية، وشعره وأدبه، وآراءه العلمية، ورحلاته، وخزانة كتبه، حيث تتبع المؤلف بدقة مسيرة الشيخ منذ نشأته في القديح، مرورًا برحلاته إلى إيران والعراق، وانتهاءً بخروجه من مدينة قوچان عام 1264 هـ متوجهًا إلى العراق.

ويمتاز العمل، بحسب النقاد، بأسلوبه الأدبي الرشيق ومنهجه التوثيقي الدقيق، إذ جمع بين السرد التاريخي والتحليل العلمي، مما يجعله مرجعًا موثوقًا لكل من يهتم بتاريخ الحركة العلمية في شرق الجزيرة العربية خلال القرن الثالث عشر الهجري.

ويُعد هذا الإصدار إضافة نوعية إلى مكتبة السيرة والتراث، إذ يحيي ذكرى عالمٍ كاد أن يُنسى، ويسهم في إبراز الدور العلمي لأبناء القطيف في مسار الفكر العربي والإسلامي.