آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 3:54 م

”رحلة الخديج“: 10 تخصصات ترسم خريطة الرعاية من المنع إلى ما بعد الخروج

جهات الإخبارية تصوير: حسن الخلف

كشفت فعاليات ”اليوم العالمي للأطفال الخدّج 2025“ التي نظمها قسم الأطفال والتطوع الصحي بشبكة القطيف الصحية عن شبكة معقدة ومتكاملة من الرعاية الطبية تبدأ حتى قبل ولادة الطفل وتستمر لسنوات بعد خروجه من المستشفى.

وشارك في الفعالية التي أقيمت بالشراكة مع اللجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية للخدمات الاجتماعية في ”روضة تاروت النموذجية“. ما لا يقل عن عشرة تخصصات طبية دقيقة.

وهدفت الفعالية، إلى رسم خريطة رعاية متكاملة تبدأ من مرحلة منع الولادة المبكرة وتستمر لسنوات بعد الخروج من المستشفى، مؤكدة أن ”التدخل المبكر“ هو المفتاح لمستقبل ”أبطال الغد“.

تبدأ المعركة ضد مضاعفات الولادة المبكرة، التي تُعرّف بالولادة قبل الأسبوع 37، من عيادة النساء والولادة. أوضحت الدكتورة شيماء الجشي أن الركن المخصص ركز على مخاطر الولادة المبكرة وكيفية منع تكرارها في الأحمال المستقبلية.

وفي سياق متصل، شددت منال العوض، أخصائية تثقيف السكري، على العلاقة المباشرة والخطيرة بين ارتفاع مستويات السكر لدى الأم والولادة المبكرة، مؤكدة أن ضبط السكر قبل وأثناء الحمل هو خط الدفاع الأول.

بمجرد ولادة الطفل الخديج، يبدأ سباق فوري ضد الزمن. أوضح عقيل المعيوف، أخصائي العلاج التنفسي، أن دورهم يبدأ من اللحظة الأولى في تشخيص وعلاج القصور التنفسي، ومرافقة الطفل طوال فترة بقائه في العناية المركزة.

وبالتوازي، كشفت الصيدلانية الإكلينيكية مريم المزين عن الدور الحيوي لـ ”التغذية الوريدية“ كبديل مؤقت لحين اكتمال نضج الأعضاء، بالإضافة إلى أدوية حيوية تُعطى فوراً بعد الولادة للمساعدة في اكتمال وظائف الرئة.

وفيما تُبنى الركائز الحيوية، تبدأ رحلة ”الفحص المبكر لحديثي الولادة“، والتي وصفتها الدكتورة شيرين الشرفاء، استشارية الأمراض الوراثية، بأنها درع وقاية أساسي.

ويتضمن البرنامج ثلاثة فحوصات مصيرية تُجرى خلال 24 ساعة قبل الخروج: فحص السمع، وفحص القلب الذي أقرته الوزارة عام 2017، والفحص الأهم ”للحد من الإعاقة“ المعتمد منذ 2010، والذي يكشف عن قرابة 17 مرضاً استقلابياً، ومرضين للغدد الصماء، وثلاثة من أمراض الدم الشائعة، بما في ذلك ”المنجلي“ و”الثلاسيميا“.

وأكدت أريج اليوشع، مختصة الرضاعة الطبيعية، على حق ”الخديج“ في الرضاعة من اليوم الأول، حتى لو كان في العناية المركزة، مشيرة إلى تدريب الأمهات على أساليب الاعتصار والتخزين والتقديم عبر ”الأنبوب“ أو ”الكوب“.

وتكمل رباب العلي، أخصائية التغذية العلاجية، هذه الصورة، موضحة أن دورها يبدأ من صحة الأم الحامل، مروراً بوصف الحليب المخصص في العناية المركزة، وانتهاءً بتحديد الوقت الآمن لبدء الأطعمة الصلبة، عادة بين الشهر الرابع والسادس، بناءً على استعداد الطفل.

لعل الرسالة الأهم التي وجهها المختصون هي أن رحلة ”الخديج“ لا تنتهي أبداً عند باب المستشفى. حذرت الدكتورة زهرة البصارة، استشارية أمراض الدم والأورام، من قائمة طويلة من المضاعفات المحتملة كنزيف الدماغ، ومشاكل السمع، واعتلال الشبكية، ولين العظام، وفقر الدم.

وشددت على أن المتابعة في العيادات الخارجية ”جداً مهمة“ لمراقبة النمو، وضمان الحصول على مكملات الحديد وفيتامين ”د“، والأهم، الحصول على تطعيمات خاصة إضافية، مثل تطعيم ”RSV“ لحمايتهم من فيروسات الجهاز التنفسي الشديدة.

هذا البعد طويل الأمد أكدته أيضاً أحلام الصفار، الأخصائية النفسية، التي شددت على أهمية ”التدخل المبكر“ لضمان عدم تحول ”الخديج“ إلى طفل يواجه صعوبات نمائية، مؤكدة أن الرعاية النفسية والتدخل السلوكي جزء لا يتجزأ من نجاح هذه الرحلة المعقدة.