آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 4:59 م

الدكتور المحروس: موجة الإنفلونزا الحالية ”تغير نقطي“ طبيعي ولا تدعو للهلع

جهات الإخبارية

أوضح استشاري وعالم الأبحاث الكلينيكية وهندستها الجينية، الدكتور محمد محروس، أن موجة الإنفلونزا الموسمية واسعة الانتشار، التي تتسم بأعراض حادة، هي نتيجة ”تغير نقطي“ طبيعي في الفيروس، مؤكداً أن الوضع الحالي متغلب عليه ولا يمثل ”تحوراً كاملاً“ كالذي يسبب الأوبئة العالمية.

وأرجع الدكتور محروس سبب الانتشار الحالي إلى فترة الانتقال الفصلية ودخول فصل الخريف، حيث يسهم الهواء البارد والجاف وانخفاض الرطوبة في جعل الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي أكثر عرضة للإصابات الفيروسية.

وشدد على أن مصطلح ”الإنفلونزا“ يُستخدم شعبياً لوصف أعراض متشابهة ”كالحمى، والصداع، وآلام العضلات، والسعال، والإرهاق“ تسببها فيروسات متعددة، بما فيها الإنفلونزا الحقيقية، وشبيهاتها، وفيروسات الزكام الشائعة ”Rhinovirus“، مما يجعل التمييز بينها صعباً دون تشخيص دقيق.

وبيّن أن منظومات الرصد تتابع الحالات، ويرتبط الكثير منها بفيروس ”الإنفلونزا من النوع A“.

وفسّر التغيرات الجينية للفيروس بنوعين: الأول هو ”التغير النقطي“ ”Antigenic Drift“، وهو ما يحدث حالياً، ويتمثل في طفرات جينية بسيطة تحدث سنوياً، وتسمح للفيروس بمراوغة الجهاز المناعي جزئياً. أما النوع الثاني، فهو ”التغير الكامل“ ”Antigenic Shift“، وهو نادر وخطير، وينتج عن تزاوج سلالات فيروسية حيوانية وانتقالها للإنسان، مسبباً أوبئة كإنفلونزا الطيور أو الخنازير، وهو ما لا ينطبق على الوضع الراهن.

وعن سبب إصابة أفراد دون آخرين داخل الأسرة الواحدة، أشار الدكتور محروس إلى أن الأطفال دون سن الخامسة، وكبار السن فوق 65 عاماً، وأصحاب الأمراض المزمنة، وذوي المناعة الضعيفة، هم الفئات الأكثر عرضة.

وأكد أن التجمعات، خصوصاً المدارس، تعد بؤراً رئيسية لانتقال العدوى، حيث يلمس الطلاب الأسطح الملوثة برذاذ المصابين ثم يلامسون وجوههم، مما يسهل نقل الفيروس للمنازل.

ونصح الدكتور محروس بتجنب زيارة أقسام الطوارئ في المستشفيات للحالات ذات الأعراض البسيطة، تجنباً لخطر التقاط عدوى إضافية.

وحدد ”علامات حمراء“ تستدعي التدخل الطبي الفوري، تشمل: صعوبة أو سرعة في التنفس، استمرار ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من يومين رغم استخدام المخفضات، الخمول الشديد، الجفاف، أو تغير لون بشرة الأطفال.