عقيلة الطالبيين (ع) وولادتها الميمونة
وضعت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء
وليدتها المباركة التي لم تولد مثلها امرأة في الإسلام إيمانًا وشرفًا وطهارةً وعفّةً وجهادًا، وقد استقبلها أهل البيت النبوي وسائر الصحابة بمزيد من الابتهاج والفرح والسرور، وأجرى الإمام أمير المؤمنين
على وليدته المباركة المراسيم الشرعية، فأذّن في أذنها اليمنى، وأقام في اليسرى، لقد كان أول صوت قرع سمعَها هو: «الله أكبر، لا إله إلا الله»، وهذه الكلمات أنشودة الأنبياء، وجوهر القيم العظيمة في الأكوان.
انطبعت هذه الأنشودة في أعماق قلب حفيدة الرسول الأكرم ﷺ، فصارت عنصرًا من عناصرها، ومقومًا من مقوماتها.
ثم توجه النبي ﷺ إلى بيت ابنته وبضعته الطاهرة فاطمة الزهراء
، وامتزجت أفراحه بنحيبه بهذه المولودة النجيبة وهو خائر القوى، حزين النفس، فأخذها ودموعه تتبلور على سحنات وجهه الكريم، وضمّها إلى صدره، وجعل يُغدِقُ عليها حبًّا وتقبيلًا، وبهرت سيدة نساء العالمين فاطمة
من بكاء أبيها، فانبرت قائلة:
«ما يُبكيك يا أبتِ، لا أبكى الله لك عينًا…»
فأجابها بصوت خافت حزين النبرات:
«يا فاطمة، اعلمي أن هذه الجوهرة العظيمة وما يحدث لها بعدي وبعدك، حيث تُنصب عليها المصائب والرزايا…»
وهي أحد أركان النهضة الحسينية التي قامت بدور ريادي في الحفاظ على الذرية النبوية الشريفة من التشتت والضياع، فكانت مدرسة تربوية لكل الركب الحسيني في إدارة دفة واقعة كربلاء بكل جدارةٍ وصبرٍ وجهدٍ ومثابرةٍ، وعلى نسائنا المؤمنات وبناتنا الفاضلات التقيد بسيرتها والاقتداء بنهجها السديد، فهي أيقونة وجوهرةً لكل مكانٍ وزمان.
فسلامٌ عليها يوم وُلدت، ويوم استشهدت، ويوم تُبعث حيّةً.
أعاد الله تعالى علينا وعليكم هذه المناسبة الجليلة والفرحة العظيمة بذكرى ولادة سيدتنا ومولاتنا عقيلة الطالبيين السيدة زينب
، ونحن وإياكم في خيرٍ وعافيةٍ بحول الله وقوته.













