ضوابط ”طعوم القوارض“: محطات آمنة وحظر لـ ”المساحيق السائبة“
طرحت الهيئة العامة للغذاء والدواء مشروع اللائحة الفنية السعودية للمبيدات المستخدمة كطعوم للقوارض المنزلية، عبر منصة ”استطلاع“ بهدف تنظيم تداول واستخدام هذه المواد بما يضمن سلامة البيئة وحماية صحة الإنسان، ويعزز من فعالية تطبيقها في مكافحة القوارض وتقليل الأضرار السلبية الناجمة عن عمليات الاستخدام غير الآمن.
وتحدد اللائحة الفنية مجموعة من الاشتراطات والضوابط الخاصة بالمبيدات المستخدمة كطعوم للقوارض المنزلية، لضمان الاستخدام الآمن وتقليل فرص التلوث أو التعرض العرضي للبشر والحيوانات الأليفة.
تضمنت اللائحة إرشادات توعوية مهمة لمساعدة الأفراد على رصد علامات وجود القوارض في المنازل والمباني، بما يسهم في التدخل المبكر قبل تفاقم المشكلة.
وأشارت إلى أن فضلات القوارض تُعد من أبرز المؤشرات، إذ يمكن العثور عليها في الأماكن الخفية مثل الأدراج والخزائن، وتمتاز هذه الفضلات بشكلها المدبب واحتوائها على بقايا شعر، ويمكن التحقق من النشاط المستمر للقوارض عبر تنظيف المنطقة ومراقبة ما إذا كانت الفضلات تظهر مجددًا بعد فترة قصيرة.
اعتبرت اللائحة أن علامات القضم من المؤشرات الدالة على نشاط القوارض، حيث تقوم الجرذان والفئران بالقضم للحفاظ على طول أسنانها ولتوسيع نقاط الدخول.
وتظهر هذه العلامات عادةً في المناطق التي تُلاحظ فيها الفضلات أيضًا، ويمكن استخدام طريقة التنظيف والملاحظة ذاتها لمعرفة ما إذا كان النشاط لا يزال قائمًا.
أوضحت اللائحة الفنية أن المواد الفعالة الداخلة في تركيب مبيدات القوارض المنزلية تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية وفقًا لطبيعة تأثيرها وآلية عملها.
تضم الفئة الأولى مضادات التخثر من الجيل الأول مثل الوارفارين والكلوروفاسينون والديفاسينون، وهي مركبات تقليدية تعتمد في تأثيرها على إحداث نزيف داخلي تدريجي يؤدي إلى القضاء على القوارض بعد تناول الطُعم.
أما الفئة الثانية فهي مضادات التخثر من الجيل الثاني وتشمل مواد مثل بروديفاكوم وبروماديولون وديفيناكوم وديفيثيالون، وتمتاز هذه المجموعة بكونها أكثر فاعلية وطويلة الأمد، حيث تُحدث تأثيرها حتى عند تناول جرعات صغيرة جدًا من الطُعم.
في حين تضم الفئة الثالثة الأنواع غير المضادة للتخثر مثل بروميثالين وكوليكالسيفيرول وستريكنين وفوسفيد الزنك، وهي مركبات تعمل بطرق مختلفة من خلال التأثير على الجهاز العصبي أو الأيضي للقوارض، ما يجعلها فعّالة في الحالات التي تُظهر فيها القوارض مقاومة للأنواع التقليدية من مبيدات التخثر.
وتناولت اللائحة الفنية تفاصيل محطات الطُعم المستخدمة في مبيدات القوارض المنزلية، موضحة أنها تُباع عادةً مرفقة بالطُعم الجاهز ضمن عبوات مخصصة ومغلقة لضمان الاستخدام الآمن، وتنقسم هذه المحطات إلى نوعين أساسيين وفقًا لطبيعة استخدامها وطريقة التعامل معها.
النوع الأول هو محطات الطُعم غير القابلة لإعادة التعبئة، وهي محطات مغلقة بإحكام تُستخدم لمرة واحدة فقط، ولا يُسمح بفتحها أو تعبئتها مجددًا، حيث يتم التخلص منها بالكامل بعد نفاد الطُعم وفق التعليمات المدونة على الملصق المعتمد.
أما النوع الثاني فهو محطات الطُعم القابلة لإعادة التعبئة، والتي تُصمم للاستخدام المتكرر بحيث يمكن للمستخدم فتحها بسهولة بعد استهلاك الكمية السابقة أو تعرضها للتلوث، ثم إعادة تعبئتها بالطُعم الإضافي المرفق معها.
وتمتاز هذه المحطات بتوفير أقصى درجات الأمان، إذ تمنع وصول الأطفال الصغار والحيوانات الأليفة والكائنات غير المستهدفة إلى الطُعم السام، بينما تتيح فقط للقوارض المستهدفة الدخول إليها والتغذي على المادة الفعالة، بما يضمن فعالية المكافحة ويُقلل من المخاطر البيئية والإنسانية.
وأوضحت اللائحة أن محطات طُعم مبيدات القوارض تتوفر في أربعة أنواع مختلفة تُصنف وفق مستوى الأمان ومدى مقاومتها للعوامل البيئية والعبث من قِبل الأطفال أو الحيوانات.
يشمل النوع الأول المحطات الجاهزة للاستخدام التي أثبتت مقاومتها للعبث من قِبل الأطفال الصغار والحيوانات الأليفة، إضافة إلى مقاومتها للعوامل الجوية المختلفة، ما يجعلها صالحة للاستخدام داخل المباني أو خارجها حتى مسافة تصل إلى 50 قدمًا من الجدران، أما النوع الثاني فيتسم بمقاومته لعبث الأطفال والكلاب، لكنه غير مقاوم للعوامل الجوية، وبالتالي يُقتصر استخدامه على الأماكن الداخلية المغلقة فقط.
ويُخصص النوع الثالث من هذه المحطات للأماكن الداخلية كذلك، إذ يتميز بمقاومته لعبث الأطفال، غير أنه لا يُناسب المواقع التي يمكن للحيوانات الأليفة الوصول إليها، حفاظًا على سلامتها.
بينما يشمل النوع الرابع المحطات التي لم تُثبت مقاومتها للعبث أو لم تُختبر بعد، ولهذا يُسمح باستخدامها فقط في المناطق الداخلية المحمية التي لا يدخلها الأطفال أو الحيوانات الأليفة، مثل المساكن الخالية أو المخازن المغلقة، بما يضمن حصر استخدام المبيد في البيئات الآمنة والمراقبة.
وضعت اللائحة مجموعة من الاشتراطات العامة الدقيقة لضمان الاستخدام السليم لهذه الطعوم داخل المنازل، وجاء في مقدمتها ضرورة تحديد نوع القوارض المستهدفة قبل استخدام أي طُعم، لأن فعالية المبيد تختلف باختلاف نوع القارض. كما شددت على قراءة ملصق العبوة بعناية قبل الاستخدام، وتخزين المبيدات في مكان بارد وجاف بعيدًا عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة.
وأكدت اللائحة على أن تُستخدم الطعوم الجاهزة بصورتها النهائية فقط، وألا تكون على شكل مسحوق أو طعوم سائبة، إلا إذا كانت ضمن أكياس مغلقة معدة مسبقًا، كما حظرت استخدام الطعوم في المجاري أو المناطق المفتوحة وأماكن النفايات، لتجنب تلوث البيئة أو تسمم الكائنات غير المستهدفة.
وشددت كذلك على ضرورة أن تُستخدم الطعوم فقط ضد القوارض المنزلية المستهدفة بهدف تقليل فرص التعرض الأولي والثانوي للإنسان والحيوانات غير المستهدفة، وتقليل التأثيرات البيئية إلى أدنى حد ممكن. كما أوصت باستخدام محطات الطُعم بدلًا من نثر الطعوم، لضمان منع وصول الأطفال أو الحيوانات الأليفة إليها.
