آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 9:11 ص

التلامس الجلدي المباشر بعد الولادة: ركيزة أساسية في رعاية المواليد

تشير مراجعة حديثة نُشرت في قاعدة بيانات Cochrane Database of Systematic Reviews إلى أن التلامس الجلدي الفوري بين المولود وأمه بعد الولادة يُعدّ أفضل بداية ممكنة للحياة، إذ يحسّن عدداً من المؤشرات الصحية المهمة لدى الطفل.

ما هو التلامس الجلدي المباشر؟

هو وضع المولود عارياً على صدر الأم المكشوف مباشرة بعد الولادة.

هذه الممارسة البسيطة تساعد الطفل على التأقلم مع الحياة خارج الرحم، إذ تُبقيه دافئاً، وتقلل توتره وبكاءه، وتساعد في استقرار التنفس ونبضات القلب.

فوائد مثبتة للطفل:

تُظهر الأدلة أن المواليد الذين يُجرى لهم تلامس جلدي مباشر خلال الساعة الأولى من الولادة يحصلون على فوائد متعددة، منها:

• ارتفاع معدلات الرضاعة الطبيعية الحصرية.

• تحسُّن درجة حرارة الجسم ومستويات السكر في الدم.

• استقرار أفضل في التنفس ونبضات القلب.

فقد وجدت المراجعة أن حوالي 75% من الأطفال الذين حصلوا على تلامس جلدي مبكر كانوا يرضعون طبيعيًا بشكل حصري بعد شهر من الولادة، مقارنةً بـ 55% فقط من الأطفال الذين لم تُطبّق معهم هذه الممارسة.

الفوائد المحتملة للأم:

تمت دراسة بعض التأثيرات الإيجابية على الأم أيضًا، مثل تقليل فقدان الدم وتيسير خروج المشيمة، إلا أن الأدلة بشأن هذه الجوانب ما تزال غير قاطعة.

المراجعة والبيانات الحديثة:

هذه المراجعة تُعد تحديثًا لمراجعة سابقة في عام 2016، والتي استُخدمت آنذاك لوضع 20 دليلاً توجيهياً دوليًا، بما فيها توصيات منظمة الصحة العالمية «WHO».

الإصدار الجديد أضاف 26 دراسة جديدة ليصل المجموع إلى 69 تجربة سريرية شملت أكثر من 7000 زوج من الأمهات والأطفال، معظمها في الدول ذات الدخل المرتفع.

ورغم أن التوصيات العالمية تحث على بدء التلامس الجلدي الفوري والمستمر حتى انتهاء الرضاعة الأولى، إلا أن العديد من الأنظمة الصحية ما تزال تفصل بين الأم وطفلها مباشرة بعد الولادة لأسباب روتينية مثل الفحص والوزن والاستحمام.

التوصية الأخلاقية الجديدة:

يشير الباحثون إلى أن إجراء تجارب جديدة تقارن التلامس الجلدي مع ”الرعاية التقليدية“ أصبح غير أخلاقي، لأن الدليل أصبح كافياً لتأكيد أن التلامس الجلدي الفوري يجب أن يُعتبر معيار الرعاية العالمي.

تقول الدكتورة كارين كادويل، المؤلفة المشاركة ومديرة ”مركز الأطفال الأصحاء للرضاعة الطبيعية“:

”حرمان المولود من التلامس الجلدي لم يعد مقبولاً أخلاقياً، فالأدلة الحالية كافية لإثبات أن هذه الممارسة تحسّن صحة المواليد وتزيد فرص بقائهم على قيد الحياة.“

وفي دراسات أخرى في الدول منخفضة الموارد، تبين أن التلامس الجلدي المباشر قد يكون الفارق بين الحياة والموت لدى الأطفال منخفضي الوزن عند الولادة، حيث أُوقفت تجربة واسعة في الهند وأفريقيا بعد أن أظهرت النتائج الأولية ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات النجاة.

آفاق البحث المستقبلية

لم تشمل الدراسات الواردة في هذه المراجعة دولاً منخفضة الدخل، لذا توصي كوكرين بأن يركّز البحث القادم على تحسين تطبيق الممارسة في الأنظمة الصحية، بدلاً من اختبار فعاليتها من جديد.

توصية عالمية:

تؤكد منظمة الصحة العالمية «WHO»:

”التلامس الجلدي الفوري بعد الولادة يجب أن يكون معيار الرعاية العالمي.“ فهو إجراء آمن، مجاني، وفعّال.

الخلاصة:

ماذا يفعل التلامس الجلدي؟

• يُبقي الطفل دافئًا دون الحاجة لجهاز تدفئة

• ينظّم تنفسه ونبض قلبه وسكر دمه

• يقلّل بكاءه وتوتره

• يزيد فرص الرضاعة الطبيعية الحصرية

استشاري طب أطفال وحساسية