آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 7:11 م

استشاري يحذر: القلق يهاجم كبار السن.. وتهميشهم ”جريمة أخلاقية“

جهات الإخبارية

أكد أستاذ واستشاري أمراض الكلى، الدكتور سعد الشهيب، أن فئة كبار السن تعد من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالقلق النفسي.

وعزا الشهيب ذلك إلى عوامل متعددة، يأتي في مقدمتها فقدان الأقران والأصدقاء، أو الشعور بضعف شبكة الدعم الاجتماعي المحيطة بهم.

وأوضح أن الخوف من المرض أو ترقب العجز الجسدي يلعب دوراً كبيراً في تفاقم مشاعر القلق لديهم، مشيراً إلى أن هذا القلق قد يستمر حتى مع توفر الموارد المالية الكافية، مما يؤكد أن الدعم النفسي والاجتماعي يتفوق في الأهمية على الأمان المادي.

ولفت الدكتور الشهيب إلى أن البيئة المحيطة تلعب دوراً محورياً في زيادة مستويات التوتر؛ حيث يسهم نقص الخدمات الصحية الملائمة أو العيش في مجتمعات تفتقر إلى التنظيم الداعم لكبار السن في رفع منسوب القلق.

وقال تؤثر الثقافة المجتمعية السائدة في قدرة المسن على التعبير عن مشاعره والتعامل بفاعلية مع الضغوط الحياتية.

وفي سياق متصل، شدد الشهيب على أن تهميش كبار السن يُعد ”جريمة أخلاقية لا مبرر لها“.

وبيّن أن أشد صور هذا التهميش تتمثل في إيداعهم دور الرعاية، ليس لعجزهم عن خدمة أنفسهم، ولكن لمجرد عدم قدرتهم على العيش بمفردهم، مؤكداً أن هذا الإجراء يزيد بشكل كارثي من إحساسهم العميق بالعزلة وفقدان القيمة الذاتية.

وبيّن الشهيب أن كبار السن يمتلكون طريقة تفكير مختلفة عن الشباب، إذ إن الأحداث المرتبطة بالأصدقاء والأقران تترك لديهم أثراً نفسياً أعمق بكثير. وهو ما يضاعف من حاجتهم الماسة إلى منظومة دعم صحي واجتماعي متكاملة، تهدف إلى تحقيق الطمأنينة الجسدية والنفسية لهم في آن واحد.

وأكد على أن الصحة النفسية لكبار السن لا ينبغي النظر إليها كمسألة فردية، بل هي انعكاس مباشر وصادق للبنية المجتمعية والصحية المحيطة بهم.

ودعا إلى ضرورة تعزيز ثقافة الرعاية المجتمعية الحقيقية، والاهتمام بالجانب النفسي للمسنين، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من تحقيق جودة الحياة لهم.