آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 9:11 ص

أنصار الإمام الحسين (ع): عمّار بن حسّان بن شريح الطائي

محمد يوسف آل مال الله *

عَمّار بن حَسّان بن شُريح الطّائي شخصية مذكورة في كتب التاريخ والرجال، وتُعدّ من رجال الكوفة في القرن الأول الهجري، وهو من بني طَيّء، القبيلة العربية المعروفة التي اشتهرت بالكرم والشجاعة والنخوة، وكنيته أبو الحسن أو أبو عبد الله عَمّار بن حَسّان بن شُريح الطائي، من قبيلة طَيّء القحطانية، وكان كوفياً من الشيعة الأوائل الذين والَوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، واشتهر بالثبات على الحق والشجاعة والبلاغة. كما يُذكر اسمه على وجه الخصوص في سِيَر أصحاب الإمام علي بن أبي طالب ، وفيمن استُشهد مع الإمام الحسين في كربلاء أو كان من أنصاره في الكوفة، حسب اختلاف الروايات.

نسبه وقبيلته: ينتمي عمّار بن حسّان إلى بني طَيّء، وهي قبيلة عُرفت بالبطولة والسؤدد، ومن بطونها المشهورة: بنو نبهانوبنو لام وبنو عُدَيّ، وقد كان بنو طيء في الكوفة من أوائل القبائل التي ناصرت عليًّا وأهل بيته.

وأسرته — آل شريح — كانت معروفة في الكوفة بالولاء لأهل البيت ، وقد ورد ذكرهم في أخبار الشيعة من أهل العراق.

طبقته وأحواله: عاصر الإمام علي بن أبي طالب ، وكان من شيعته المخلصين، وشهد معه بعض وقائع صفين، كما ورد في بعض المصادر المتأخرة مثل رجال الكشي والطبري في تاريخه «نقلاً عن روايات الشيعة».

وكان من فرسان الكوفة ومن خطبائها، يذود عن الحق بلسانه وسيفه، معروفًا بصدق اللهجة والإيمان العميق.

مشاركته في كربلاء: تذكر بعض كتب مقاتل الطف أنّ عمّار بن حسّان بن شريح الطائي كان من الأنصار الذين التحقوا بالإمام الحسين حين نزل كربلاء، وأنّه قاتل قتال الأبطال حتى استُشهد يوم عاشوراء سنة 61 هـ.

وقد ورد اسمه في بعض زيارات شهداء كربلاء ضمن طائفة من أنصار الإمام الحسين من قبيلة طيء، إلى جانب زيد بن صوحان والحلاس بن عمرو الطائي وغيرهم. أمّا بعض المصادر الأخرى فتذكر أنّه كان من الذين خرجوا مع التوّابين بعد مقتل الحسين، وقُتل في إحدى معاركهم مع الأمويين، وذلك في نواحي عين الوردة سنة 65 هـ.

صفاته وأقواله: ذُكر أنّه كان خطيبًا فصيحًا، حسن البيان، مقدامًا في الحرب، وكان يقول: ”نحن أبناء طيء، لا نُسلم وليّ الله، ولا نرضى بالدنيا بدل الآخرة.“، وكان معروفًا بالزهد وترك مظاهر الدنيا، متواضعًا، كثير الذكر، شجاع القلب، لا يخاف في الله لومة لائم.

منزلته عند المؤرخين:

قال الشيخ الطوسي في رجال الطوسي: "عمار بن حسان الطائي من أصحاب الإمام الحسين ، وكان من فرسان الشيعة بالكوفة.

وقال ابن شهرآشوب في المناقب: "كان عمار بن حسان الطائي من الأبطال الذين برزوا يوم الطف، فقاتل حتى أثخن بالجراح، ثم استُشهد.

وذكره العلامة الحلي في خلاصة الأقوال: ”من الثقات الأبرار، شهد صفين، واستُشهد بكربلاء.“

أمّا المؤرخ ابن الأثير في الكامل في التاريخ فذكر رجلاً من بني طيء اسمه عمار بن حسان في أخبار أهل الكوفة بعد مقتل الحسين، وكان ممن شارك في ثورة التوابين، دون تأكيد أنه نفسه صاحب كربلاء، مما يدل على اختلاف النقل في شخصه أو وحدة الاسم.

استشهاده:

بحسب رواية المقتل الحسيني: ”استُشهد عمار بن حسان الطائي يوم عاشوراء سنة 61 هـ، بعد أن قاتل قتال الأبطال، ووقع صريعًا في ساحة المعركة إلى جوار الإمام الحسين وأصحابه “.

أمّا على رواية من قال إنه من التوّابين، فقُتل في معركة عين الوردة سنة 65 هـ في قتال عبيد الله بن زياد.

خلاصة ترجمته:

كان عمّار بن حسّان بن شريح الطائي من رجال الولاء والشجاعة في الإسلام، من أهل الكوفة الذين أحبّوا أهل البيت وناصروا الحق في زمنٍ غلب فيه الباطل، فخلّد اسمه بين الزهاد والفرسان والشهداء. وقد جمع بين الإيمان الصادق، والفروسية، والصدق في النصرة، فكان من رموز الطائيين في الكوفة الذين جادوا بأنفسهم نصرةً للإمام الحسين وأهل بيته .

من أبرز المصادر التي ورد فيها اسمه:

• الشيخ الطوسي، رجال الطوسي
• ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب
• أبو مخنف، مقتل الحسين «رواية عن بعض رجال طيء»
• ابن الأثير، الكامل في التاريخ، أحداث سنة 61 هـ و 65 هـ
• العلامة الحلي، خلاصة الأقوال
• السماوي، إبصار العين في أنصار الحسين
• ابن نما الحلي، مثير الأحزان

السلام على عمّار بن حسّان بن شريح الطائي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّا.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
د. حجي الزويد
23 / 10 / 2025م - 12:37 م
بارك الله لك هذا العطاء خلال هذه السير المشرقة لشهداء الطف رضوان الله عليهم.