آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 10:34 ص

هل يعالج الخبير المالي ومستشار السفر نصف مشاكل الطلاق؟

برير السادة

تتفاوت أسباب الطلاق من مجتمع إلى آخر، ففي دراسة كويتية تم القيام بها بين الأعوام 1990 - 1992، خلصت إلى أنه يمكن إرجاع أسباب الطلاق إلى ثمانية. أما في المملكة، فقد حدد المتحدث الرسمي لوزارة العدل خمسة أسباب للطلاق في الخبر المنشور في 20 مايو 2020 على قناة العربية. وفي إحصائية جديدة نشرتها جريدة اليوم في 21 أغسطس 2025، قالت إن حالة طلاق تقع كل تسع دقائق في المملكة.

أهم مشاكل الطلاق تتلخص في الآتي: المشاكل المالية، والمشاكل الجنسية، الانسجام الفكري والثقافي وتلاقي الاهتمامات، قناعة الزوج أو الزوجة بالطرف الآخر، واختلاف التوقعات التي يرسمها كل طرف عن الآخر. لا شك أن ثمة أسبابًا أخرى تتعلق بالعادات والتقاليد والثقافة والتغيرات الاجتماعية السريعة والعميقة.

بعض أسباب الطلاق تبدأ مبكرًا خلال فترة الخطوبة، لكن الطلاق قد يحدث لاحقًا بعد أشهر وربما بعد الزفاف بفترة. من المهم أن نستوعب المتغيرات الاجتماعية الجديدة مثل عمل المرأة لفترات طويلة، قيادتها للسيارة، الثقافات الوافدة، والمصاريف الجديدة المترتبة على الزواج.

لهذا أرى من المهم أن يختبر الشاب والشابة استعدادهما للزواج بالإجابة على بعض الأسئلة التي تهم كل طرف، مثل: ”هل أنا مستعد للزواج، وماذا يعني الاستعداد؟“ تصوري عن معنى الزواج والأسرة، ومدى قدرتي على تحمل المسؤولية، وهل أعرف شيئًا عن معنى الأمان والعاطفة عند المرأة؟

بلا شك ولا ريب، إن الرؤية الشرعية ضرورة، وربما تبادل الحديث لدقائق معدودة بحضور الأبوين قد يكشف ملامح شخصية الطرفين، ويحدد مدى قناعة كلٍّ منهما بالآخر. كما أن الحصول على معلومات أكثر فيما يخص نوع الوظيفة والراتب، وتفاصيل الاهتمامات والهوايات، بالإضافة إلى سؤال هنا وهناك، قد يحدد مدى الانسجام في اختيار الأصلح والأكفأ.

لكن لماذا سنحتاج إلى خبير مالي ومستشار سفر وأسري أو عالم دين؟

نحتاج الخبير المالي لتعليم الزوجين كيفية إدارة المصاريف، والادخار والإنفاق حسب الحاجة وتوقعات المستقبل، وجدولة الديون، وتعلّم أفضل طرق بناء الثروة، أو على الأقل التكيف مع الدخل المتاح. بنك التنمية الاجتماعية الذي يقدم قروض الزواج والأسرة وغيرها بدأ بخطوات مشابهة تهدف إلى تعزيز برامج الادخار وبناء الثروة.

أما مستشار السفر، فقد يساعد في وضع برنامج سفر مناسب لدخل الأسرة، حتى لو كانت خطة السفر خمسية أو ثلاثية أو سنوية. وربما قدم معلومات مهمة عن أفضل الفنادق والرحلات وأرخصها وأهم المواسم المناسبة. فكما يعلم الجميع، أصبح السفر جزءًا لا يتجزأ من برامج الأسرة المعاصرة.

أما المستشار الأسري أو عالم الدين، فسيقدم معلومات ثمينة ومهمة عن معنى الزواج والأسرة، وكيفية الانسجام والعيش المشترك، ومراعاة حقوق الآخر وطرق التغافل والتجاوز عن الأخطاء، وأهم المعالم الأخلاقية والدينية في التعامل مع الزوج أو الزوجة، والتي تقوم على الرحمة والمودة.

ولعله من المناسب أن تتحول عقود الزواج إلى ورشة تعريفية تبدأ قبل العقد بيومين، وبحضور الأبوين، يتحدث فيها من يجري عقد النكاح عن الزواج، وعن حقوق الزوج والزوجة، وبعض ما ورد من مرويات وأحاديث في تكامل الحياة الزوجية، مثل إحساس كل طرف بالآخر، والتوسعة على العيال، والاحترام المتبادل، وتقاسم الأدوار، ومساعدة كلٍّ من الآخر، وحسن الكلام، مما يزيد الألفة، ويرفع المعنويات، ويسرّ الخاطر.