خطأ شائع نرتكبه يوميًا.. استشاري يكشف علاقته بأمراض القلب
أكد أستاذ واستشاري أمراض الكلى، الدكتور سعد الشهيب، أن السعي المفرط نحو المثالية والضغط النفسي المستمر يمثلان سببًا رئيسيًا للعديد من أمراض القلب والاكتئاب، مشيرًا إلى أن نمط الحياة وحده ليس المتهم الأوحد.
وأوضح الدكتور الشهيب أن الأفراد الذين يعيشون في سباق دائم لتحقيق الكمال ويرفضون تقبل الأخطاء، سواء كانت صادرة منهم أو من الآخرين، يعرضون أنفسهم لارتفاع مستمر في هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.
وقال هذا الإجهاد الهرموني المزمن يمهد الطريق لمخاطر صحية وخيمة، أبرزها ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، بالإضافة إلى اضطرابات النوم والمزاج.
وأشار الشهيب إلى أن الدراسات العلمية الحديثة تربط بشكل وثيق بين النزعة المثالية الصارمة وزيادة احتمالية الإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب.
وبيّن أن هذا الميل قد يتشكل في مراحل مبكرة من حياة الإنسان، خاصة في مرحلة الطفولة، عندما يتم ربط شعور الطفل بالحب والتقدير بمدى إنجازاته ونجاحه، مما يدفعه إلى محاولة إرضاء الجميع بشكل دائم، ويعيش تحت وطأة توتر خفي ينهك جسده وعقله على المدى الطويل.
وشدد الاستشاري على أن الطريق نحو تحقيق السكينة والصحة النفسية والجسدية يبدأ من خطوة جوهرية، وهي تقبل الذات بجميع ما فيها من نقاط ضعف وعيوب، والتسلح بقيمة التسامح مع النفس أولًا ثم مع الآخرين.
واستند في حديثه إلى أبحاث علم الأعصاب النفسي المناعي ”Psychoneuroimmunology“، التي أثبتت أن التسامح يلعب دورًا حيويًا في تخفيف حدة التوتر، وتقليل معدلات الالتهاب في الجسم، مما ينعكس إيجابًا على تحسين صحة القلب وتقوية جهاز المناعة.
وأكد أن السعادة الحقيقية لا تكمن في الوصول إلى الكمال، بل في الشعور بالرضا، ولا في محاولة السيطرة على كل تفاصيل الحياة، بل في امتلاك القدرة على المرونة والتسامح.
وأضاف أن من يتصالح مع نفسه يعش بقلب أكثر هدوءًا، ويتمتع بصحة أفضل، ويصل إلى روح أقرب إلى الطمأنينة.













