«أوزنها».. صحة الخليج تحارب «سمنة أطفالنا»
أطلق مجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي حملة توعوية إقليمية شاملة تحت عنوان ”أوزنها“، لمواجهة المعدلات المقلقة لانتشار السمنة بين الأطفال واليافعين في المنطقة، والتي أظهرت الدراسات أنها تفوق المتوسط العالمي بشكل كبير.
وتستهدف الحملة بشكل مباشر الفئة العمرية حتى 19 عامًا بالإضافة إلى أولياء الأمور، في ظل مؤشرات خطيرة كشفت أن معدلات السمنة في دول مجلس التعاون بلغت 23.67%، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 12.91%، مما استدعى تحركًا عاجلاً لرفع مستوى الوعي بمخاطرها الصحية والاجتماعية.
وتقدم الحملة نهجًا متكاملًا لا يقتصر على التغذية والنشاط البدني فحسب، بل يمتد ليشمل الصحة النفسية، حيث تركز على تعزيز الثقة بالنفس وتقبل صورة الجسد الإيجابية لدى الأجيال الناشئة، بعيدًا عن الصور النمطية غير الواقعية التي تروج لها بعض المنصات.
ولتحقيق أهدافها، توفر الحملة اختبارًا علميًا تفاعليًا مكونًا من 12 سؤالًا، مصممًا لقياس وعي المشاركين حول السمنة والتغذية والمظهر، ويحصلون بناءً على نتائجه على نصائح عملية ومخصصة تساعدهم على تبني نمط حياة صحي ومستدام.
وتأتي هذه المبادرة في وقت تشير فيه بيانات منظمة الصحة العالمية إلى تضاعف معدلات السمنة عالميًا بين البالغين من 7% إلى 16% خلال العقود الثلاثة الماضية، فيما ارتفعت بمقدار أربعة أضعاف لدى الأطفال والمراهقين، مما يجعل التدخل المبكر ضرورة ملحة.
وفي هذا السياق، يوصي مجلس الصحة الخليجي بممارسة ما لا يقل عن 60 دقيقة يوميًا من النشاط البدني للأطفال والمراهقين، و 150 دقيقة أسبوعيًا للبالغين، مع تبني نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات، والحد من السكريات والدهون المشبعة.
وحذرت الحملة من عوامل الخطر الحديثة، مثل الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة وقضاء أوقات طويلة أمام الشاشات، حيث أظهرت دراسة أن ذلك يزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة بنسبة 27%.
وأكد المجلس أن نجاح الحملة يعتمد على تفعيل الشراكات المجتمعية مع المدارس والقطاعات الصحية والغذائية وغير الربحية، لضمان وصول رسائلها التوعوية إلى أوسع شريحة ممكنة وحماية صحة الأجيال القادمة.
