آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 7:11 م

خبير نفسي: الشائعات وقت الأزمات سلاح فتاك لتدمير المجتمع نفسياً

جهات الإخبارية

حذّر الأخصائي النفسي مصدق الخميس من أن الشائعات التي تنتشر خلال الأزمات والكوارث تتحول إلى ”سلاح نفسي فتاك“ لا يقل خطورة عن الأزمة نفسها.

وأكد أنها تستغل حالة الفراغ المعلوماتي والضعف النفسي لدى الجمهور لبث الفوضى وزعزعة الاستقرار الاجتماعي والأمني.

وشدد على أن مواجهتها تتطلب وعياً مجتمعياً ومسؤولية فردية تبدأ من التوقف عن إعادة نشر أي معلومة دون التثبت من مصدرها الرسمي.

جاء ذلك خلال الحلقة الرابعة من بودكاست أصدقاء الصحة النفسية والتي جاءت تحت عنوان ”الإشاعة في الكوارث والأزمات“ بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية.

وأوضح الخميس، أن البيئة النفسية وقت الكوارث تكون خصبة لنمو الشائعات، حيث يعيش الناس حالة من الخوف والترقب والبحث عن أي معلومة قد تمنحهم شعوراً بالأمان أو توجه سلوكهم.

وأشار إلى أن هذا الضعف الإنساني الطبيعي قد يتم استغغلاله من قبل جهات معادية بهدف تفكيك البنية المجتمعية وإثارة الهلع، أو حتى من قبل أفراد بحسن نية لكنهم يساهمون في تضخيم الخطر بدافع الخوف المبالغ فيه.

وبيّن الخبير النفسي أن الشائعة ليست بالضرورة خبراً كاذباً بالكامل، بل قد تحتوي على جزء ضئيل من الحقيقة يتم تحريفه وتضخيمه وإضافة تفاصيل وهمية إليه.

وشبّه عملية انتقالها بين الناس بلعبة ”الهاتف الخربان“، حيث تبدأ المعلومة بصيغة معينة لتصل إلى آخر شخص في السلسلة وقد تغيرت بنسبة 180 درجة، نتيجة للإضافات والتحليلات الشخصية التي يضيفها كل ناقل بناءً على مخاوفه ورغباته.

ولفت الخميس إلى الدور المحوري والخطير الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تسريع انتشار الشائعات، حيث قد يكون الدافع لدى بعض صناع المحتوى هو تحقيق الانتشار وجذب المتابعين أكثر من الالتزام بدقة المعلومة.

وأكد أن المواطن هو خط الدفاع الأول، داعياً كل فرد إلى تبني دور ”الفلتر“ وليس مجرد ”ناقل“ للأخبار، وذلك عبر إخضاع أي معلومة ترد إليه لعدة معايير قبل قبولها أو نشرها.

وحدد مجموعة من المعايير التي يجب على المتلقي استخدامها للحكم على أي خبر، يأتي في مقدمتها المعيار الأخلاقي والديني والاجتماعي والقانوني، والتأكد من توافق المعلومة مع قيم المجتمع وثوابته.

وحذّر بشدة من الاعتماد على ”المعيار الشخصي“ القائم على الأهواء والرغبات، كأن يصدق شخص شائعة عن إجازة رسمية لمجرد أنه يتمناها، فهذا يُعد المدخل الأخطر لترويج الأكاذيب.

وعلى صعيد الآثار النفسية، أكد الخميس أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من شائعات الأزمات، لأنهم لا يملكون النضج الكافي لتقييم الخطر، بل يستمدون شعورهم بالأمان من هدوء وثبات والديهم.

وقال عندما يرون ذويهم في حالة من الهلع بسبب خبر مضلل، فإن ذلك يمثل لهم انهياراً لعالمهم الآمن، وقد يترك لديهم صدمات نفسية طويلة الأمد، ما يجعل حماية الأسرة من المعلومات المضللة حماية لمستقبل جيل بأكمله.

وأكد على أن المسؤولية في أوقات الأزمات هي مسؤولية تكاملية تشمل جميع أجهزة الدولة والمختصين والمواطنين، مشدداً على ضرورة اللجوء دائماً إلى المصادر الرسمية الموثوقة للحصول على المعلومة، مثل وزارة الصحة في الأوبئة أو الدفاع المدني في الكوارث، فقطع الشك باليقين هو أقوى سلاح في مواجهة حرب الشائعات.

?si=DWreDWonq8zjMkUA