آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 7:11 م

بقعة شمسية ”شاذة“ تطلق توهجات نحو الأرض وتهدد بعاصفة مغناطيسية

جهات الإخبارية

كشفت الجمعية الفلكية بجدة عن رصد بقعة شمسية نادرة وغير مستقرة، تحمل الرمز ”AR4246“، أظهرت سلوكاً مغناطيسياً فريداً.

وأطلقت سلسلة من التوهجات باتجاه الأرض، مما يثير احتمالية حدوث عاصفة جيومغناطيسية معتدلة خلال الأيام المقبلة.

وأوضح رئيس الجمعية، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن ما يجعل هذه البقعة حالة علمية نادرة هو انحراف مجالها المغناطيسي بزاوية تقارب 90 درجة عن النمط الطبيعي الذي تتبعه البقع الشمسية عادةً في النصف الشمالي من الشمس، والمعروف بـ ”قانون هيل“.

فبينما يفترض أن تكون الأقطاب السالبة غرباً والموجبة شرقاً، انعكس هذا الترتيب في البقعة المرصودة، مما يشير إلى وجود اضطراب عنيف في التيارات المغناطيسية الصاعدة من باطن الشمس.

وترجم هذا الاضطراب الداخلي إلى نشاط فعلي على السطح، حيث أكد أبو زاهرة أن البقعة أطلقت يوم أمس، 13 أكتوبر 2025، سلسلة من التوهجات الشمسية المتوسطة من الفئة ”M“.

ويُعتقد أن بعض هذه الانفجارات أدت إلى انبعاثات كتلية إكليلية تتجه نحو كوكبنا، ورغم أن كلاً منها على حدة لا يشكل تهديداً كبيراً، إلا أن تأثيرها التراكمي قد يكون كافياً لإحداث اضطرابات ملحوظة.

وتعمل فرق الرصد الدولية حالياً على تحليل البيانات ونمذجة مسار هذه الانبعاثات لتحديد مدى تأثيرها على الغلاف المغناطيسي للأرض.

وفي حال حدوث اصطدام مباشر، من المتوقع أن تقتصر التأثيرات على اضطرابات طفيفة في شبكات الاتصالات اللاسلكية وأنظمة تحديد المواقع ”GPS“، مع فرصة لرؤية عروض مذهلة للشفق القطبي في مناطق خطوط العرض العليا.

وشدد أبو زاهرة على أن هذه الظاهرة، رغم ما تحمله من مخاطر محتملة، تمثل فرصة علمية ثمينة للباحثين.

وأشار إلى انها تتيح دراسة أعمق لكيفية نشوء الحقول المغناطيسية الملتوية داخل الشمس، وكيف يمكن لهذا الاضطراب أن يكون مقدمة لانفجارات شمسية أكثر قوة وعنفاً في المستقبل.

وأكد أن ما يتم رصده اليوم هو مثال حي على أن الشمس لا تزال تخفي الكثير من الأسرار، وأن مثل هذه الحالات الشاذة والنادرة تفتح للعلماء آفاقاً جديدة لفهم ديناميكية النجم الذي يمنحنا الضوء والحياة.