آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 7:11 م

سر ”خلية النحل“ السماوية التي سيزورها القمر في سماء الليلة

جهات الإخبارية

تشهد سماء المنطقة العربية بعد منتصف ليل الثلاثاء، ظاهرة فلكية بديعة، حيث يقترن القمر بعنقود النثرة النجمي، المعروف بلقب ”خلية النحل“، والذي يعد أحد أروع التجمعات النجمية ضمن كوكبة السرطان.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذا الحدث السماوي سيتيح لهواة الفلك ومراقبي السماء فرصة فريدة لرؤية الجرمين السماويين متجاورين في حقل رؤية واحد عند استخدام المنظار، في مشهد بصري ساحر يجمع بين ضوء القمر الساطع وتوهج آلاف النجوم البعيدة.

وأضاف أبو زاهرة أن أفضل وقت لرصد هذه الظاهرة يبدأ بعد منتصف الليل ويمتد حتى قبيل شروق شمس الأربعاء، حيث سيكون القمر والعنقود النجمي قد ارتفعا عاليًا في الأفق الشرقي، مما يجعلهما واضحين للمشاهدة.

وأشار إلى أن رؤية العنقود بالعين المجردة ممكنة في المناطق النائية ذات السماء المظلمة، بينما يتطلب رصده من داخل المدن الملوثة ضوئيًا استخدام منظار أو تلسكوب صغير لتفريقه عن ضوء القمر المحيط به.

ويحتوي عنقود النثرة، الذي يبعد عنا حوالي 580 سنة ضوئية، على كنز فلكي يضم أكثر من 1000 نجم، منها حوالي 300 نجم تشبه شمسنا، ويُقدر عمره بنحو 600 مليون سنة.

وأكد أبو زاهرة أن الأهمية العلمية للعنقود تكمن في اكتشاف كواكب تدور حول نجمين على الأقل من نجومه، مما يجعله مختبرًا كونيًا لدراسة الأنظمة النجمية الشبيهة بنظامنا الشمسي.

وشدد على أن هذا الاقتران هو حدث ظاهري فقط، فبينما يبعد القمر عنا حوالي 1.3 ثانية ضوئية، تفصلنا عن عنقود النثرة مسافة شاسعة تقدر بمئات السنين الضوئية.

ورغم هذا البعد الهائل، فإن المحاذاة المؤقتة بينهما في قبة السماء تخلق تجربة بصرية ملهمة تبرز عمق الكون واتساعه.

وقال إن هذه الظاهرة لا تمثل متعة بصرية فحسب، بل هي أيضًا فرصة تعليمية قيمة للتعرف على التجمعات النجمية المفتوحة ومقارنتها بعناقيد أخرى شهيرة مثل الثريا، داعيًا الجميع إلى تأمل هذا التناغم الكوني الذي يبرز عظمة الخالق ويبعث على الإلهام.