آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 7:11 م

استشاري يفكك شفرة ”التعب المزمن“: مرض عضوي معقد وليس مجرد إرهاق

جهات الإخبارية

أكد استشاري طب المخ والأعصاب، الدكتور فوزي أحمد بابطين، أن متلازمة التعب المزمن هي حالة مرضية عضوية معقدة، وليست مجرد شعور عابر بالإرهاق أو حالة نفسية.

وشدد على أن أبرز أعراضها يتمثل في الشعور بإعياء شديد وغير متناسب عقب بذل أي مجهود، سواء كان بدنيًا أو ذهنيًا، مما يستدعي فترات راحة طويلة لا تتوافق مع طبيعة النشاط المبذول.

وأوضح الدكتور بابطين أن هذه المتلازمة تؤثر بشكل مباشر على الدماغ والعضلات والترابط الوظيفي بينهما، وهو ما يفسر ارتباطها في بعض الأوساط الطبية بمصطلح ”متلازمة الالتهاب الدماغي أو النخاعي“، مما يؤكد طبيعتها العضوية ويبعدها عن كونها مجرد وهن جسدي عام.

وفيما يتعلق بآليات التشخيص، أشار إلى أن التحاليل المتاحة حاليًا لا تزال قيد التطوير للوصول إلى تأكيد قاطع للمرض، إلا أنها تلعب دورًا محوريًا في تقييم المؤشرات الجينية والعضوية لدى المريض.

وأضاف أن بعض التحاليل المبتكرة أظهرت دقة قد تصل إلى 96%، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو إثبات أن المرض عضوي بشكل أساسي، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم أعمق للحالة.

وبيّن الاستشاري أن المتلازمة تظهر غالبًا في الفئة العمرية بين 40 و 70 عامًا، مع ملاحظة انتشارها بشكل أكبر بين النساء.

ورجح أن تكون هناك عوامل جينية وسمات جسدية معينة تهيئ البعض للإصابة، إلى جانب احتمالية وجود اضطرابات كامنة في الجهازين العصبي والعضلي تسهم في ظهور الأعراض.

وأكد على أن إدارة هذه الحالة المرضية تتطلب تضافر جهود فريق طبي من تخصصات متعددة لضمان دقة التشخيص.

وفي الوقت الحالي، يرتكز التعايش مع المرض على متابعة الأعراض والتحكم بها، مع تزايد الأمل في التوصل إلى علاجات أكثر تركيزًا وفعالية في المستقبل القريب، وذلك بعد تحديد مسببات المرض ومراكز تأثيره في الجسم بشكل دقيق.