آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 7:11 م

هل ”الفيب“ هو وباء ما بعد كورونا الذي لم ينتبه له أحد؟

جهات الإخبارية

دق خبير بريطاني بارز ناقوس الخطر لملايين المدخنين الإلكترونيين حول العالم، محذرًا من أن استخدام ”الفيب“ قد يزيد بشكل كبير من خطر تحول الإصابة بفيروس كورونا إلى ”كوفيد طويل الأمد“.

يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه القلق العالمي مع ظهور سلالات جديدة متحورة من الفيروس مثل ”نيمبوس“ و”ستراتوس“.

وأوضح البروفيسور كيث روشفورت، الخبير في علوم الأحياء بجامعة دبلن سيتي، أن الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أثناء مرضهم بكوفيد -19 أو خلال فترة التعافي، يعرضون صحتهم على المدى الطويل لخطر جسيم.

وأشار إلى أن الضرر يكمن في الأثر المزدوج الذي يحدثه الفيروس والفيب معًا على الرئتين.

وفصّل الخبير الآلية العلمية وراء هذا التهديد، مبينًا أن التدخين الإلكتروني ”الفيب“ يهيج بطانة الأوعية الدموية الدقيقة في الرئة ويُضعف نسيجها الهش، وهو النسيج المسؤول عن نقل الأكسجين إلى الدم.

وفي المقابل، يغمر فيروس كورونا الرئتين بجزيئات تسبب التهابًا حادًا، مما يجعل الشعيرات الدموية أكثر نفاذية وتسربًا للسوائل إلى الحويصلات الهوائية، وهو ما يعيق عملية التنفس بشكل كبير.

وشدد البروفيسور روشفورت على أن هذه العادة تعرقل عملية الشفاء بشكل مباشر، حيث يضيف ”الفيب“ ضغطًا إضافيًا على أنسجة الرئة التي تضررت بالفعل بسبب الفيروس.

وأكد أن النتيجة قد تكون معاناة طويلة الأمد من أعراض مثل ضيق التنفس المستمر، والتعب المزمن، وتأخير كبير في العودة إلى مستويات النشاط الطبيعية التي كان عليها الشخص قبل المرض.

واستند الخبير في تحذيراته إلى دراسات علمية، منها دراسة أجريت عام 2018 أظهرت أن التدخين الإلكتروني يسبب خللًا في وظيفة بطانة الأوعية الدموية حتى لدى الشباب الأصحاء.

وأشارت أبحاث أخرى إلى أن رذاذ ”الفيب“، حتى لو كان خاليًا من النيكوتين، يمكن أن يضعف قدرة خلايا الرئة على مكافحة العدوى التنفسية.

ووجه البروفيسور روشفورت رسالة واضحة، قائلًا إنه على الرغم من أن العلم لا يزال يتطور، إلا أن الأدلة كافية لتأكيد أن ”التدخين الإلكتروني يضر بصحة الأوعية الدموية“.

ونصح بأن الإقلاع عن هذه العادة، حتى لو كان بشكل مؤقت خلال فترة المرض، يمنح الرئتين والأوعية الدموية البيئة النظيفة التي تحتاجها للشفاء والتعافي بشكل سليم.