بين النخيل والتراث.. مطاعم الأحساء الريفية تعيد تعريف مفهوم الضيافة
رسّخت محافظة الأحساء مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية في المملكة، مدفوعةً بانتشار نمط فريد من المطاعم الريفية التي تقدم تجربة حسية متكاملة تمزج بين جمال الطبيعة وعمق الموروث الشعبي، لتعكس بذلك ثراء الواحة السعودية وهويتها الثقافية الأصيلة.
وتقدم هذه المطاعم، التي تتخذ من المزارع وبساتين النخيل موقعاً لها، للزوار فرصة فريدة لتناول أشهى الوجبات الشعبية المعدّة محلياً في أجواء تراثية دافئة.
ويرى المرشد السياحي عادل الشبعان أن هذه التجربة تتجاوز كونها مجرد وجبة طعام، لتصبح رحلة غامرة في تفاصيل الحياة الريفية، حيث يعيش الزائر روح المكان ويتفاعل مع تفاصيله قبل تذوق أطباقه.
ويكمن سر جاذبية هذه الوجهات في بساطتها وتصميمها المستوحى من البيئة المحلية، حيث يُعاد استخدام جذوع النخيل وسعفه في بناء وتأثيث المكان، مما يمنح الزائر شعوراً بالحنين ويعمق ارتباطه العاطفي بالتراث.
وتمتد التجربة لتشمل أنشطة تفاعلية مثل قطف الثمار الموسمية الطازجة، أو صيد الأسماك، في بيئة آمنة ومناسبة للعائلات.
وأسهم هذا النموذج السياحي المبتكر، الذي يعد امتداداً لمفهوم النزل الريفية، في تعزيز مكانة الأحساء كوجهة رئيسية.
وسجلت وزارة السياحة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الزوار بنسبة بلغت 31% خلال عام 2025. ويعكس هذا الرقم الأثر الإيجابي لتنويع التجارب السياحية التي تحتفي بالهوية المحلية وتقدمها في قالب عصري وجذاب.
وبهذا، لا تعود زيارة الأحساء، أكبر واحة نخيل في العالم، مجرد نزهة عابرة، بل تتحول إلى تجربة ثقافية وتاريخية غنية، تعكس كرم الإنسان الأحسائي وتقدم نموذجاً ناجحاً للسياحة الريفية السعودية التي تحتفي بالأصالة وتلامس الذاكرة.













