آخر تحديث: 6 / 12 / 2025م - 12:19 ص

الطب في مواجهة التجارة... ”تحليل الشعر“ أحدث أساليب الخداع الصحي

جهات الإخبارية

حذّر المختص في أبحاث المسرطنات، الدكتور فهد الخضيري، من الانسياق وراء ما يُعرف بـ ”تحليل الشعر“ للكشف عن نسب المعادن والسموم في الجسم، واصفًا إياه بأنه خدعة تجارية ونفسية تفتقر إلى أي أساس علمي معتمد في التشخيص الطبي.

وأوضح الدكتور الخضيري أن هذا النوع من التحاليل يفتقر للدقة والموثوقية اللازمة للاعتماد عليه طبيًا، مؤكدًا أنه لا يمكن الاعتداد بنتائجه ”لا كتشخيص دقيق ولا حتى كاختبار استرشادي“.

وأشار إلى أن استخداماته العلمية الفعلية تقتصر بشكل حصري على مجالات جنائية أو بوليسية محددة للغاية، ولا علاقة لها بتحديد الحالات الصحية أو وضع الخطط العلاجية.

كما سلط الضوء على أن بعض العيادات والكيانات التجارية تستغل المستهلكين عبر تسويق هذا التحليل كخدمة طبية متقدمة، مشيرًا إلى أن طبيعة التحليل غير الدقيقة تسهل إظهار نتائج متباينة يمكن تطويعها لإرضاء العميل أو إقناعه بحاجته لمنتجات معينة.

ولدعم وجهة نظره، استشهد بدراسة كشفت عن تباين هائل في النتائج بعد إرسال عينات شعر متطابقة من شخص واحد إلى ثلاثة عشر مختبرًا مختلفًا، مما ينسف مصداقية التحليل بشكل قاطع.

وبناءً على ذلك، وجّه الخضيري نصيحة مباشرة للمرضى والمستهلكين بضرورة عدم اتخاذ أي قرارات صحية أو علاجية استنادًا إلى نتائج تحليل الشعر.

ودعا إلى الرجوع للطرق العلمية الموثوقة، والمتمثلة في التحاليل المخبرية المعتمدة سريريًا، مع أهمية استشارة الأطباء المتخصصين للحصول على تشخيص دقيق ومتابعة سليمة.

وحذر من الوقوع ضحية للإعلانات التجارية المضللة التي تروّج لاختبارات ”سحرية“ وغير مثبتة علميًا، مشددًا على أن سلامة المرضى وفعالية العلاج تعتمدان كليًا على الاختبارات الطبية المستندة إلى معايير علمية صارمة ومعتمدة عالميًا.