«النسيان» يغزو الشباب.. استشاري يكشف 5 أسباب لضعف الذاكرة
أكد الدكتور سعد الشهيب، أستاذ واستشاري أمراض الكلى، أن الشكوى من ضعف الذاكرة وصعوبة التركيز لم تعد مقتصرة على كبار السن، بل أصبحت ظاهرة ملحوظة بشكل متزايد بين الشباب والشابات.
وطمأن في حديثه بأن السبب في الغالب ليس مرضًا عضويًا خطيرًا، بل هو نتيجة مباشرة لمجموعة من عادات نمط الحياة الحديثة التي يمكن تعديلها بسهولة.
وأوضح الدكتور الشهيب أن اضطرابات النوم تأتي في مقدمة الأسباب، مشيرًا إلى أن النوم العميق هو الفترة الذهبية التي يقوم فيها الدماغ بتثبيت الذكريات وترتيب المعلومات.
وحذر من أن حرمان الجسم من هذه المرحلة الحاسمة، سواء بالسهر لساعات متأخرة أو النوم المتقطع، يؤدي حتمًا إلى ضعف التركيز في اليوم التالي وصعوبة في استرجاع المعلومات.
وأضاف أن الضغوط النفسية تلعب دورًا محوريًا، حيث إن التوتر والقلق المستمر يرفعان مستوى هرمون ”الكورتيزول“ في الجسم، والذي يؤثر سلبًا على منطقة ”الحصين“ في الدماغ، وهي المركز المسؤول عن تكوين الذاكرة.
وربط ذلك بعوامل أخرى مثل قلة النشاط البدني، وسوء التغذية، والإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية والشاشات التي تسبب تشتتًا للانتباه وتضعف ما يُعرف ب ”الذاكرة العاملة“ قصيرة المدى.
وفي سياق الحلول العملية، نوه الشهيب بأهمية العودة إلى عادة ”التدوين“، موضحًا أن الاعتماد الكلي على الحفظ الذهني يجعل المعلومات سطحية وعرضة للنسيان.
وأكد أن عملية الكتابة باليد تنشط أكثر من حاسة وتخلق روابط عصبية أقوى في الدماغ، مما يعزز الذاكرة البصرية والسمعية ويسهل عملية المراجعة لاحقًا.
واختتم الدكتور الشهيب حديثه بوصفة متكاملة لتحسين صحة الذاكرة لدى الشباب، تشمل تنظيم ساعات النوم، وممارسة النشاط البدني بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالأوميغا-3 والفيتامينات، بالإضافة إلى الحرص على التدوين والمراجعة الدورية.
ولخص فكرته في تشبيه بليغ، قائلًا: ”ذاكرة الإنسان كالعضلة، تتقوى بالاهتمام والتدريب، وتضعف بالإهمال والضغوط المستمرة“.













