آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:03 م

خبير نفسي: تدخل أي شخص واعٍ لحظة الصدمة يمنع اضطرابات نفسية دائمة

جهات الإخبارية

أكد الدكتور عبد اللطيف المقرن أن تقديم الإسعافات النفسية الأولية بشكل فوري بعد وقوع الأزمات والكوارث هو تدخل حاسم يمكن أن يمنع تحول الصدمة المؤقتة إلى اضطراب نفسي شديد ومستمر.

جاء ذلك خلال حلقة برودكاست أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بالقطيف التي جاءت تحت عنوان ”الأسعافات الأولية أثناء الكوارث والأزمات“.

وأشار إلى أن أي شخص ناضج وواعٍ يمكنه تقديم هذا الدعم بفعالية، دون الحاجة لأن يكون مختصًا نفسيًا.

وأوضح الدكتور المقرن، في حديثه عن أهمية الدعم النفسي الطارئ، أن الحياة لا تخلو من أزمات سواء كانت فردية كالحوادث والحرائق أو جماعية كالزلازل والكوارث الطبيعية، وهذه المواقف تترك أثرًا نفسيًا عنيفًا على المتضررين.

وأشار إلى أن الهدف من التدخل السريع هو تخفيف وطأة الصدمة ومساعدة الشخص على تجاوز الموقف الصعب.

وأمد أن الدراسات تبين أن الدقائق الأولى بعد الحدث هي الأكثر خطورة، حيث تتشكل فيها ردود الفعل السلبية التي قد تلازم الشخص طويلاً.

وبيّن أن الشخص المتعرض لصدمة يمر غالبًا بثلاث مراحل نفسية يمكن تلخيصها في كلمة ”صمغ“.

وقال تبدأ بالصدمة التي تتمثل في فيضان من الأفكار والمشاعر السلبية كالخوف والغضب، تليها مرحلة الملامة التي يلقي فيها اللوم على نفسه أو على الآخرين بشكل غير منطقي، لتصل إلى مرحلة الغضب التي تظهر على شكل قلق واكتئاب وانعزال.

وشدد على أن إهمال تقديم الدعم في هذه المراحل الحرجة قد يحول شخصًا سويًا إلى إنسان مضطرب نفسيًا لبقية حياته.

وقدم تشبيهًا بليغًا، فكما أن أول خطوة في الإسعاف الجسدي هي إيقاف النزيف، فإن أول خطوة في الإسعاف النفسي هي إيقاف تدفق المشاعر السلبية التي قد تكون أشد فتكًا بالكيان النفسي.

وعن دور الشخص غير المختص، لخص الدكتور المقرن الخطوات في الاقتراب من المتضرر والتواصل معه بصريًا، والاستماع لمشاعره دون مقاطعة، ثم التفهم وإظهار التعاطف مع ردة فعله، وتطبيع الموقف لتهدئته، مع تلبية احتياجاته الأساسية كإبعاده لمكان آمن وتوفير الماء.

وتأتي بعد ذلك أهم مرحلة وهي مساعدته على التركيز، وتوجيه تفكيره نحو جوانب إيجابية مثل أن الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ، وربط ذلك بالصبر والحمد، مستشهدًا بالحديث الشريف ”إنما الصبر عند الصدمة الأولى“.

وأشار إلى أن جهود التوعية التي تقودها جهات مثل المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية، وتدريب فرق الإنقاذ والإسعاف والشرطة على هذه المهارات، تساهم في بناء مجتمع قادر على احتواء الصدمات، وحماية أفراده من آثارها النفسية المدمرة.