الدمام.. أمسية شعرية تتحول إلى منبر دفاع عن الإبداع الإنساني في وجه الذكاء الاصطناعي
تحولت أمسية شعرية ثقافية في الدمام إلى منصة حية للدفاع عن أصالة الإبداع البشري في مواجهة التطورات التقنية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.
وأصبح مستقبل القصيدة وهويتها محورًا لنقاش فكري عميق جمع نخبة من الأدباء ومتذوقي الشعر.
جاء ذلك خلال الأمسية التي نظمها نادي ”صوت المجاز“ بجمعية الثقافة والفنون تحت عنوان ”بغيوم خارج الأفق“، والتي استضافت الشاعرين شفيق العبادي ومحمد خضر، وأدارها الشاعر فريد النمر.
وعلى الرغم من أن الأمسية شهدت ثلاث جولات شعرية على مدى ساعة كاملة، قدم فيها الشاعران نصوصًا حداثية لافتة، إلا أن الحوار حول التحديات التي تفرضها التكنولوجيا سرق الأضواء.
وكان النقاش قد تطرق إلى القلق المتزايد في الأوساط الإبداعية من قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على توليد نصوص شعرية، ومدى تأثير ذلك على هوية الشاعر الحقيقي.
وفي هذا السياق، قدم الشاعران العبادي وخضر رؤية واضحة وحاسمة، حيث أكدا أن القصيدة الأصيلة لا يمكن أن تولد إلا من تجربة إنسانية حقيقية وشاعر ينبض باللغة والمعنى والجمال.
وشددا على أن هذا ”النبض الداخلي“ والروح الخالصة التي تشكل جوهر العمل الشعري تظل عصية على أي محاولة للمحاكاة الآلية.
وأشارا بثقة إلى أن الشعراء والنقاد المتمرسين قادرون على تمييز الشعر الحقيقي من النصوص المصطنعة فور قراءتها، معتبرين أن التجربة الإنسانية بفرادتها وعمقها تبقى هي الملاذ الأخير للإبداع.
وفي سياق متصل، سلطت مديرة نادي صوت المجاز الشاعرة زهراء الشوكان الضوء على الدعم المؤسسي للحركة الأدبية، مشيدةً بجهود جمعية الثقافة والفنون بالدمام.
وأعلنت عن اختيار النادي ضمن برنامج ”الشريك الأدبي“ من قبل هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة، الأمر الذي يعكس الأهمية المتزايدة لدور النادي في إثراء المشهد الثقافي.
