آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 11:03 م

بالصور.. إبداعات تخطف الأنظار في معرض ”الحرف“ بالظهران

جهات الإخبارية تصوير: حسن الخلف - الدمام

تحولت قاعات مركز معارض الظهران ”إكسبو“ إلى خلية نحل فنية، حيث يجتمع أكثر من 300 حرفي وفنان تشكيلي ومبدع سعودي لعرض آلاف القطع اليدوية التي تروي قصصاً من التراث.

جاء ذلك ضمن فعاليات معرض الحرف والأعمال اليدوية 2025، الذي يستمر حتى الحادي عشر من أكتوبر الجاري.

ويشكل المعرض منصة اقتصادية وثقافية متكاملة، لا تقتصر على عرض المنتجات فحسب، بل تمتد لتكون مظلة جامعة لمختلف الجهات الحكومية والخاصة والجمعيات الأهلية، التي تعمل على تمكين الحرفيين وتنمية قدراتهم.

ويهدف هذا الحدث إلى تحويل الهوايات والشغف إلى مشاريع ذات دخل مستدام، من خلال تنظيم القطاع وتوفير قنوات تسويق منظمة تضمن وصول المنتج الحرفي إلى أوسع شريحة من الجمهور.

في أروقة المعرض، تتجلى قصص النجاح التي ترسمها الجمعيات المتخصصة، حيث أكدت هدى العتيبي، مسؤولة المشاريع في ”جمعية الأمومة والطفولة“، أن مشاركتهم تأتي ضمن جهود الجمعية لتمكين الأسر ذات الدخل المحدود وتوفير حياة كريمة لها عبر برامج دعم متكاملة تشمل الإرشاد والتدريب.

وعلى المنوال ذاته، تعمل ”جمعية اليمامة“ على مبدأ ”علمني كيف أصطاد“، إذ أوضحت روان النفيعي أن الجمعية تدعم 13 أسرة مشاركة في المعرض، بعد تأهيلها بدورات متخصصة كالتدريب على الخياطة، مما ساهم في تأسيس مشاريع صغيرة ناجحة.

ولم تقتصر المشاركات على الجمعيات، بل برز الحرفيون الأفراد الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية إحياء فنون كادت أن تندثر.

الفنان محمد الهاشم، النحات والخطاط الذي يشارك لأول مرة، أعرب عن أمله في أن تساهم مثل هذه المعارض في إعادة إحياء حرفة النحت التي وصفها بـ ”المنسية“، وجذب جيل جديد من الهواة للحفاظ عليها.

وبشغف مماثل، يقدم محمد الأمير، المحاضر في ”جمعية التراث والآثار“، نتاج دورة تدريبية استمرت أربعة أشهر للحفاظ على صناعة ”الدّفة النسائية“ التقليدية، مؤكداً على أهمية توثيق ونقل هذه المهارات.

ويبرهن المعرض أن الحرف اليدوية ليست مجرد استنساخ للماضي، بل هي مجال واسع للابتكار. زينب آل نصر، صاحبة علامة ”درزاتي“، نجحت في إخراج فن التطريز من نطاقه التقليدي إلى عالم الإكسسوارات العصرية، حيث تقدم قطعاً مطرزة يدوياً على الجلد الصناعي، وتصاميم مبتكرة لفواصل الكتب المعدنية التي تلقى رواجاً كبيراً.

كما تمزج الفنانة شريدة الدوسري بين الرسم والنحت على الخشب، وهي حرفة اكتسبتها حديثاً لتضيف بعداً جديداً لأعمالها الفنية.

ويعكس المعرض أيضاً قصصاً إنسانية ملهمة، فالفنانة التشكيلية فاطمة آل صليل، وجدت في الرسم التجريدي وسيلة لتحويل تجربة شخصية صعبة إلى طاقة إيجابية، وهو الشعور الذي تأمل أن تنقله لزوار المعرض من خلال ألوان لوحاتها المفعمة بالحياة.

ويمثل الشباب الحاضر بقوة، مثل أحمد دعبل الذي تعلم حرفة صناعة السبح من والده، وطورها ليقدم تشكيلات واسعة من الخامات والألوان، محافظاً على إرث عائلته بلمسة شبابية.

وتكتمل منظومة الدعم بمبادرات كبرى مثل ”تجسيد“ التابعة لبنك التنمية الاجتماعية، والتي تشارك، بحسب ممثلتها طبية محمد، لدعم أكثر من 300 مشروع للأسر السعودية على مستوى المملكة، وتوفر لهم منافذ بيع محلية وعالمية.

ويقدم المعرض لزواره تجربة ثرية تتنوع بين فن المكرمية الذي تقدمه منى البزران باستخدام خيوط الصوف والأخشاب الطبيعية، والمنتجات المتعددة التي تعكس ثراء الحرف السعودية، مؤكدة أن كل قطعة يدوية تحمل خلفها قصة إصرار وإبداع تستحق أن تُروى.