وَلِي قَمَرٌ
تأمُّلٌ في النُّورِ الَّذي يَسْكُنُ الإِنسَانَ
في القلب نور يقيم كأنَّهُ وعد السكينة،
يستيقظ كلما ضاق الطريق فيستوي على مداه،
ويغسل الهمس من حنايا الصمتِ حتى يُزهر الإحساس.
هو قمر الروح، إشراقها إذا ابتسمت من داخلها،
وحينَ يلتقي الإنسان بضيائه،
يولد الشعر من سكون يُضيء.
وَلِي قَمَرٌ
وَلِي قَمَرٌ أُثَلِّثُهُ ثَلاثًا
صَبَاحًا، وَالظَّهِيرَةَ، أَوْ مَسَاهُ
يُدَاعِبُ نُورُهُ حَرْفِي بِقَلْبِي
فَيُورِقُ مِنْ حَنَايَاهُ بَهَاهُ
يُمَشِّطُ لِلفُؤَادِ رُؤًى وَقَلْبًا
وَيَسْقِي مِنْ ظَمَاءِ الرُّوحِ مَاهُ
إِذَا ضَاقَتْ خُطَايَ تَكَفَّلَتْ بِي
مَنَازِلُ نُورِهِ وَسَرَى فَضَاهُ
أُسَمِّيهِ ابْتِدَاءَ النُّورِ فِيهِ
وَأَجْدِلُ فِي الظَّهِيرَةِ مُبْتَغَاهُ
أُنُوثَةُ لا لَهَا وَجْهٌ فَيُغَرِّي،
وَلَا عَيْنٌ تُرَاوِدُنِي سَنَاهُ
غَدَتْ أَنْوَارُهُ إِشْرَاقَ هَدْيٍ،
تُهَذِّبُ قَلْبَ مَنْ ضَلَّتْ خُطَاهُ
حَكِيمُ الصَّمْتِ يَسْكُنُ فِي وُجُودِي،
وَيَجْرِي وَحْيُهُ قَبَسًا رُؤَاهُ
ويَأْتِينِي عَلَى وَلَهٍ وَشَوْقٍ،
فَيُحْيِي فِي المَسَاءِ نَدًى نَدَاهُ
إِذَا نَادَيْتُهُ، رَدَّتْ نُجُومٌ
جَوَابًا يَسْتَفِزُّ بِهِ دُعَاهُ
فَيُمْطِرُنِي الرَّجَاءُ عَلَى يَدَيْهِ
وَيُخْضِرُ فِي طُرُوقِ الحُلْمِ فَاهُ
هُوَ القَمَرُ المُقِيمُ بِغَيْرِ بَوْحٍ
يُرَتِّلُ فِي دِمَائِي مُنْتَهَاهُ
فَأَحْيَا مَا بَقِيتُ عَلَى ضِيَاهُ
وَيَخْتِمُ فِي حَنَانِ القَلْبِ نَاهُ













