آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 10:34 ص

المراحل الأربع للخروج من منطقة الراحة

زكي الجوهر *

وفق تصنيف مجلة Forbes Middle East, أكدت المجلة أن التطور الشخصي لا يحدث داخل منطقة الراحة، بل يبدأ عند أول خطوة يتخذها الإنسان خارجها، مهما كانت صغيرة. فالنمو لا يتحقق إلا بالمجازفة، والتعلّم، ومواجهة التحديات بثقة.

وتستعرض المجلة أربع مراحل متتابعة تشكل خارطة الطريق نحو النمو الحقيقي والنجاح:

منطقة الراحة «Comfort Zone»

هي المرحلة التي يشعر فيها الفرد بالأمان والاستقرار، حيث تتكرر الأيام بنفس الوتيرة، دون جديد أو تطور.

في هذه المنطقة، كل شيء يبدو تحت السيطرة، لكن في الحقيقة لا يوجد نمو أو اكتساب لخبرات جديدة.

مثال:

موظف يقضي عشر سنوات في نفس المنصب، يقوم بنفس المهام يوميًا دون تطوير مهاراته. يشعر بالراحة، لكنه في الحقيقة يعيش جمودًا خفيًا يمنعه من التقدّم أو الترقي.

منطقة الخوف «Fear Zone»

عند محاولة الخروج من المألوف، يبدأ الخوف بالظهور: قلة الثقة بالنفس، التردد، والخشية من رأي الآخرين.

هنا يصنع العقل أعذارًا ليبرر البقاء حيث الأمان المزيّف.

قصة ملهمة:

رائدة الأعمال سارة كانت تعمل في وظيفة ثابتة براتب جيد، لكنها حلمت بإنشاء مشروعها الخاص في التصميم الداخلي. عندما قررت الاستقالة، واجهت انتقادات كثيرة من المحيطين بها. ومع ذلك، تجاوزت الخوف وبدأت مشروعها من المنزل، واليوم تمتلك علامة تجارية ناجحة وموظفين يعملون معها.

منطقة التعلّم «Learning Zone»

في هذه المرحلة يبدأ التغيير الحقيقي. يتعلم الإنسان مهارات جديدة، ويوسّع مداركه، ويكتسب أدوات تساعده على التعامل مع التحديات بثقة.

كل خطأ يصبح درسًا، وكل تحدٍّ يتحول إلى فرصة.

مثال واقعي:

طالب جامعي فشل في أول مشروع تخرّج له، لكنه استغل التجربة لتعلّم البرمجة والتصميم بشكل أعمق. بعد عامين، قدّم مشروعًا ابتكاريًا فاز بجائزة وطنية، وكانت بدايته الحقيقية في عالم التقنية.

منطقة النمو «Growth Zone»

هنا يعيش الإنسان أحلامه. يضع أهدافًا جديدة، يواجه الصعوبات بمرونة، ويجد شغفه الحقيقي.

يتحول الخوف القديم إلى حافز، والراحة السابقة إلى ذكرى لبداية النجاح.

قصة نجاح:

عندما فقد أحد الشباب وظيفته خلال جائحة كورونا، قرر تحويل هوايته في التصوير إلى مهنة. بدأ بإنتاج محتوى بسيط على الإنترنت، ومع الوقت أصبح من أبرز المصورين في منطقته، وافتتح استوديو خاص به بعد عامين فقط.

إن البقاء في منطقة الراحة يمنحك شعورًا مؤقتًا بالأمان، لكنه يمنعك من رؤية إمكانياتك الحقيقية.

أما الخروج منها، فهو الباب الأول نحو التعلم، والإبداع، والنمو، وتحقيق الذات.