الشيخ العبيدان يفكك مفهوم ”فطرية الدين“ وعلاقته بالعقل والروح
أكد الشيخ محمد العبيدان، أن الدين في جوهره امتداد طبيعي ومنسجم مع فطرة الإنسان، وليس نظاماً غريباً أو مفروضاً عليه من الخارج، مبيناً أن التشريعات الدينية جاءت لتخدم الإنسان وتتوافق مع تكوينه العقلي والروحي والجسدي.
وأوضح الشيخ العبيدان أن بنية الإنسان المركبة من جسد وروح وعقل، تقابلها بنية الدين المركبة من أحكام شرعية وأخلاق وعقائد، حيث تخاطب الأحكام الجسد لضبط السلوك، وتخاطب الأخلاق الروح لتزكيتها، بينما تخاطب العقائد العقل لتأسيس الإيمان والمعرفة.
جاء ذلك خلال محاضرة فكرية قدمها الشيخ العبيدان في حسينية المصطفى في الدالوة بالأحساء تحت عنوان ”الدين والفطرة“.
وتناول المحاضر مفهوم ”الفطرة“ باعتباره المحور الأساسي، مبيناً أنها تمتد لتشمل ”الفطرة العقلية البديهية“ التي يدركها الإنسان دون برهان، و”الفطرة الغريزية“ المتمثلة في القوى والدوافع المزروعة فيه، و”الفطرة الاجتماعية“ التي تعكس حاجته للعيش في مجتمع.
وأكد أن هذه المنظومة التكوينية الكاملة تجعل الإنسان كائناً متديناً بطبعه.
وفي إجابته عن معنى كون ”الدين فطرياً“، ذكر الشيخ العبيدان معنيين رئيسيين: الأول هو أن فطرة الإنسان تدفعه بطبيعتها نحو الإيمان بالله دون الحاجة لتعليم مسبق، والثاني هو أن تعاليم الدين منسجمة تماماً مع احتياجات هذه الفطرة ولا تصطدم معها، بل توجهها وتهذبها.
وأشار إلى أنه إذا كان الدين فطرياً، فإن الهدف من الدعوة الإلهية إليه هو إثارة هذه الفطرة وتنشيطها بعد أن تغطيها الشهوات والعادات، بالإضافة إلى إقامة الحجة على الإنسان، ليخلص إلى أن الدين والفطرة يصدران من مصدر واحد، وأن الدين جاء ليقود الإنسان إلى كماله الحقيقي.













