مركز القهوة السعودية.. من فنجان الضيافة إلى منصة عالمية للذوق والإنتاج
في اليوم العالمي للقهوة، تتجه الأنظار إلى المملكة العربية السعودية التي تحوّلت من بلدٍ يحتفي بفنجان القهوة رمزًا للكرم والأصالة، إلى دولةٍ تقود نهضة عالمية في صناعة القهوة، عبر أحد أهم مشاريعها الوطنية: مركز القهوة السعودية.
أُنشئ المركز بمبادرة من صندوق التنمية الزراعية وبإشراف من وزارة البيئة والمياه والزراعة، ليكون المرجع الوطني لتطوير صناعة القهوة في المملكة، بدءًا من زراعة البن في مزارع جازان والباحة وعسير، مرورًا بعمليات المعالجة والتحميص، وصولًا إلى التسويق والتصدير إلى الأسواق العالمية.
ويهدف المركز إلى رفع جودة البن السعودي وتوسيع إنتاجه ليواكب الطلب المتزايد على القهوة السعودية التي أصبحت اليوم تنافس أشهر العلامات الدولية. كما يعمل على تدريب المزارعين، وتبني أحدث التقنيات الزراعية المستدامة، ودعم الأبحاث المتخصصة لتحسين سلالات البن العربي الأصيل الذي يُزرع في جبال جازان منذ أكثر من 300 عام.
ويأتي هذا الاهتمام متسقًا مع رؤية المملكة 2030، التي وضعت ضمن مستهدفاتها تمكين المنتجات المحلية ذات البعد التراثي والثقافي لتصبح روافد اقتصادية واعدة. فقد نجح المركز خلال فترة وجيزة في إطلاق مبادرات نوعية، مثل:
• برنامج ”من المزرعة إلى الفنجان“ لتعزيز سلسلة القيمة.
• إنشاء مختبرات متخصصة لقياس جودة البن.
• إطلاق معارض محلية ودولية للتعريف بالقهوة السعودية.
• دعم تأسيس المقاهي المحلية المتخصصة التي تقدم القهوة السعودية بأساليب حديثة.
وتوّج هذا الجهد بتصنيف القهوة السعودية ثاني أفضل قهوة في العالم من حيث الطعم والجودة، وفقًا لمنصة TasteAtlas العالمية، بتقييم 4.3 من 5 متفوقةً على القهوة الإيطالية والتركية والفيتنامية، وهو إنجاز يعكس القفزة النوعية التي يقودها مركز القهوة السعودية في تطوير المنتج والهوية في آنٍ واحد.
لقد انتقلت القهوة السعودية من كونها رمزًا للضيافة إلى رمزٍ للتميز الاقتصادي والثقافي العالمي، وأصبح المركز اليوم واجهةً وطنية تعكس قدرة المملكة على الجمع بين الأصالة والابتكار في فنجالٍ واحد.














