القطيف.. عمال بلدية يشتكون: أطفالكم يضربوننا وأسعاركم «نااار»

تذّمر عمال البلدية من سوء المعاملة التي يعاملون بها أثناء تأدية عملهم اليومي مؤكدين على احتقار معظم المواطنين السعوديين للعمالة الأجنبية وكأنهم بحد تعبيرهم «حيوان».
واشتكى العمالة أثناء جولة ميدانية اجرتها «صحيفة جهينة» صباح اليوم من ضعف الرواتب وتأخرها علاوة على مشقة العمل وسوء المعاملة.
وأكدوا على أن العامل الاجنبي بحاجة إلى مقدار كبير من «الصبر» و«القوة» لتحمل المصاعب التي تواجههم في يومياتهم التي تختزن بعشرات المغامرات والتي أبطالها مراهقون وشباب طائش!
بملابسه البرتقالية البالية يقول البنغالي «نزور» والذي يعمل عاملاً في تنظيف الشوارع لأكثر من 13 سنة إن مهمة التنظيف التي تستمر ثماني ساعات يومية متعبة ومرهقة «نفسياً» أكثر من تعبها الجسدي.
ويضيف نزور الذي يتحدث وهو يراقب مجيء مديره خوفاً من رؤيته: العمل في شوارع السعودية «واجد مشكل» منوهاً إلى تعرضهم المستمر للضرب من الأطفال والمراهقين والسخرية منهم.
وبلغة الرجاء والتفاؤل يطلب نزور الكتابة عن الرواتب القليلة والتي لا تكفي وتسد الحاجة، موضحاً أن راتبه لا يتجاوز الـ 350 ريال! على الرغم من الاتفاق المسبق مع الشركة المستقدمة باستلامهم رواتب لا تقل عن الـ1600 ريال موضحاً لعدم المصداقية والتي تتضارب مع غلاء الأسعار بقوله ( واجد غالي كل شي سعودي ).
ويقف بجانبه زميله «رجب» والاسوء حالاً منه قائلا: أتيتُ للسعودية وأنا أتخيل أن أهلها «ملائكة» وأجمعهم «مسلمون» مستدركاً إن تصرفات المواطنيين غيرت فكرته والتي سرعان ما اكتشف خطئها متسائلاً: كيف يكون السعودي مسلم وهو يرى ولده يضرب العامل دون ردعه!
وبملامح الألم يستشهد رجب ببيده التي تبان فيها آثار الجراحة قائلاً: جرحت يدي من جراء تصرف «أحمق» من طفل في الخامسة عشر من عمره مع رفاقه الذين يرمون زجاجات المشروبات الغازية علينا بعد الانتهاء منها!! مستنكراً إن القوة والقانون ضد العامل الاجنبي، مطالباً بعدم ذكر مسمى مكان الحي الذي يقوم بتنظيفه خشية من عتاب الأولاد وغضبهم منه في حال قراءة التحقيق ، والذي قد يعرضه لمزيد من الضرب .
وعن سوء الراتب يشير إلى أنه لجأ إلى امتهان بعض الأعمال الشخصية كتنظيف السيارات أو قلع بعض الأشجار والتي يكون ثمنها زيادة لراتبه الذي يبلغ 400 ريال بعد 20 عاما في الخدمة.
يضرب البنغالي «سلام» يده على يده الآخرى حسرةً من سوء المعاملة التي تصدر من الشباب والمراهقين الذين لا يترددون في ضرب العمالة والسخرية منهم، موضحاً ضرورة وجود مراقبين للعمالة وأماكن لاستقبال الشكاوي منهم والتي تصدر من أبناء البلد.
ويقول سلام الذي يشاركه في غرفته التي توفرها البلدية 9 من رفاقه في ذات المهنة «المشكلة تكمن في ضرب وسخرية الكبار وليس الأطفال الذين يكون العتب أقل عليهم»، موضحاً إن الكثير من الشباب المراهق يرمي عليهم بقايا الطعام وحتى «سيجارتهم».
ويشير العامل وعلامات الأسى واضحة على قسمات وجهه إلى أن الكثير من المراهقين لا يعبأون بالعمالة ولا بمشاعرهم ولا بالتعب الذي ينتابهم جراء العمل في الجو البارد أو الصيف الملتهب حرارة، موضحاً ضيقه من مرور الشباب بسياراتهم والتفحيط في وجه العمالة أو رمي محتويات حاويات القمامة بعد الانتهاء من التنظيف وكأن العامل لم يعمل شيء.
ويضيف سلام باستغراب: كل شيء في السعودية «سعره نار» ويزيد بشكل مستمر، مانشتريه اليوم بريال نشتريه في اليوم الذي يليه بخمسة، ماعدا رواتب العمالة التي لا تسد الحاجة، مشيراً إلى أن العمل متواصل وأسبوعياً، بل وحتى أيام الأعياد الثلاثة يتم التعويض ب 30 ريال!!
وتبقى أسئلة نطرحها بألم.... لا نعرف من المسئول عنها... ومن الملام عليها.. مالذي يحرك الطفل ليتصرف بهذه العدوانية والاستحقار؟ وماسبب النظرة الدونية التي يتفاخر بها شبابنا؟؟ من المسئول عن قلة رواتب العمالة وجعلهم بهذا الوضع المزري؟؟ مالذي يساعد في تردي أوضاعهم ؟ ألسنا من يساعد في لجوء هؤلاء المغتربون لإعمال السرقة والتسول ؟؟ أوليست معاملتنا التي تحمل لهم الذل لها جانب كبير ، ألا نشعر بالحرج ونحن نسمع المعلومة التي مفادها (أن عامل النظافة في اليابان أو مهندس الصحة (كما يطلقون عليه) وتأكيدا على أهميتة قاموا بتخصيص راتب معين له نظرا لما يتعرض له في مهنته، حيث يبلغ راتبه ما بين 75 ألف - 100 ألف دولار سنوياً، بما يعني 8000 دولار شهرياً)!!