آخر تحديث: 11 / 7 / 2025م - 1:05 ص

خبير: استغلال بيانات ”الحوسبة العاطفية“ قد يؤدي إلى التزوير العميق

جهات الإخبارية

كشف المختص في إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، هاشم أبو بكر، أن الهواتف الذكية الحديثة تجاوزت كونها مجرد أدوات تقنية لتصبح أجهزة قادرة على فهم الحالات المزاجية لمستخدميها، وذلك عبر تقنية تُعرف بـ ”الحوسبة العاطفية“.

وفيما تعزز هذه التقنية تجربة الاستخدام بشكل غير مسبوق، أثار أبو بكر مخاوف جدية تتعلق بالخصوصية وإمكانية استغلال هذه البيانات الحساسة.

وأوضح أبو بكر أن هذه الأجهزة باتت قادرة على تحليل مجموعة من المؤشرات غير اللفظية والإشارات البيولوجية، مثل نبرة الصوت، وسرعة التفاعل مع الشاشة، وطريقة اللمس، بالإضافة إلى تعرق الأصابع وحركة الجسم ونمط التنفس، لتكوين فهم عميق للحالة الشعورية للمستخدم.

وأكد أن هذه التكنولوجيا لم تعد حبيسة المختبرات البحثية، بل دخلت مرحلة التطبيق العملي الفعلي في العديد من المجالات.

وأشار إلى أن تطبيقات هذه التقنية واسعة ومتنامية، حيث تُستخدم حاليًا في أنظمة السيارات الحديثة، والمساعدات الصوتية،

تعمل شركات كبرى مثل ”ميتا“ على تطوير أنظمة ذكية قادرة على تلخيص الرسائل وتحديد المكالمات الهامة وفصلها عن المكالمات الإعلانية بناءً على تحليل السياق وحاجة المستخدم.

كما تستخدمها منصات مثل ”تيك توك“ و”إنستجرام“ لقياس درجة تفاعل المستخدمين مع المحتوى بشكل دقيق.

وفي المقابل، دق أبو بكر ناقوس الخطر بشأن التحديات الأخلاقية والقانونية، محذرًا من إمكانية استغلال هذه البيانات الشخصية في أغراض خطيرة مثل التلاعب النفسي الموجه أو في عمليات التزوير العميق.

ودعا إلى ضرورة الإسراع في وضع ضوابط وتشريعات صارمة لحماية المستخدمين وضمان استخدام هذه التقنيات بشكل آمن ومسؤول.

وتوقع المختص في الذكاء الاصطناعي أن تمتد تأثيرات هذه التقنيات لتغير مستقبل العمل، حيث من المحتمل أن تحل ”الوكلاء الأذكياء“ محل العديد من الأعمال المكتبية التقليدية، بحيث تكون قادرة على تلخيص الاحتياجات اليومية للمستخدم واتخاذ قرارات بسيطة نيابة عنه، مما يفتح آفاقًا جديدة كليًا في العلاقة بين الإنسان والآلة.