الشيخ أبو زيد: غياب القيم يقود إلى الانهيار.. و”الحظ“ شماعة الفاشلين

دعا الشيخ محمد أبو زيد إلى إرساء ثقافة التخطيط القيمي في مواجهة الفوضى وتبريرات ”الحظ“، مؤكدًا أن القيم العليا مثل العدل والصدق والإخلاص هي القاعدة الصلبة لبناء الذات وازدهار المجتمعات.
جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها في الليلة التاسعة من محرم بمجلس المقابي في محافظة القطيف.
وأوضح أن استلهام القيم من عاشوراء يمثل مدخلًا أصيلًا لمراجعة الفرد لعلاقته بأسرته ومجتمعه، ومناسبة لإعادة ترتيب الأولويات على أسس أخلاقية لا تخضع لحسابات الربح والخسارة.
وشدد على أن ما تواجهه المجتمعات من تفكك أسري وخراب مؤسسي يعود في جزء كبير منه إلى انعدام منظومة القيم أو تهميشها.
وأشار إلى أن الكذب، والفساد الإداري، وانعدام الإنصاف، تقود إلى انهيار الثقة بين الأفراد، وتفشي ثقافة الإحباط والعجز.
وبيّن أن النظرة التي تربط النجاح بالحظ تُعد مغالطة سائدة تُستخدم لتبرير الفشل، نافيًا وجود أي علاقة حقيقية بين الصدفة والإنجاز.
وأكد أن السبب الجوهري لتراجع الكفاءات يعود لغياب العدالة في التقييم، وغياب التخطيط على المستويين الفردي والمؤسسي.
وأشار إلى أن القيم لم تعد خيارًا مثاليًا، بل تحوّلت إلى أداة استراتيجية للبناء والتنمية، موضحًا أن الدول المتقدمة، والمؤسسات الناجحة، وحتى الأسر المستقرة، ترسم سياساتها التربوية والتنظيمية وفق رؤية قيمية واضحة.
وأكد أن المجتمعات التي تتبنى القيم كمرجعية مركزية تتمتع بمعدلات أعلى من الاستقرار والسعادة، فيما تسود الاضطرابات في البيئات التي تغيب عنها مبادئ كالصدق والعدل والوفاء.
وعدّ الشيخ أبو زيد أن التجربة العاشورائية بقيادة الإمام الحسين تُجسّد أرقى أشكال الالتزام القيمي، حيث لم تكن تحركاته خاضعة لموازين دنيوية، بل جاءت استجابة لمنظومة أخلاقية تتجاوز المكاسب العاجلة نحو إنقاذ الإنسان والارتقاء بكرامته.
وأكد على ضرورة أن تنطلق خطط الأفراد والأسر والمؤسسات من منظومة قيمية واعية، تعيد الاعتبار للجهد، وترفض الركون إلى الأوهام، معتبرًا أن قيمة المبادئ لا تتحقق إلا حين تتحول إلى سلوك يومي حيّ في حياة الإنسان.