استشارية تحذر: حبوب منع الحمل قد تسبب جلطات وريدية قاتلة

حذّرت استشارية أمراض الباطنية والتجلطات الدموية، الدكتورة هدى الشماسي، من أن استخدام بعض الوسائل الهرمونية، وفي مقدمتها حبوب منع الحمل، قد يرفع بشكل ملموس من خطر الإصابة بالتجلطات الوريدية العميقة، وتحديدًا جلطات الساق والرئة.
وشددت على أن هذه الجلطات قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة يمكن أن تصل إلى الوفاة في حال لم يتم تشخيصها وعلاجها بشكل مبكر وسريع.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة الشماسي في برنامج توعوي بعنوان ”وقاية“، حيث أوضحت أن التجلطات الوريدية العميقة تنشأ نتيجة انسداد في الأوردة الدموية، مما يعيق تدفق الدم بصورته الطبيعية.
وأشارت إلى أن من أبرز الأسباب المؤدية لهذه الحالة ركود الدم الناتج عن العمليات الجراحية أو عدم الحركة لفترات طويلة، مثل السفر الذي يستغرق أكثر من أربع إلى ست ساعات متواصلة، أو الإقامة الممتدة في وحدات العناية المركزة.
وأضافت الاستشارية أن عوامل الخطر الأخرى تتضمن حدوث ضرر في جدران الأوردة نتيجة لتدخلات جراحية أو عمليات القسطرة الدموية، بالإضافة إلى وجود استعداد وراثي لدى بعض الأشخاص لزيادة تخثر الدم، أو معاناتهم من أمراض مزمنة مثل السرطان.
ونبهت الدكتورة الشماسي بشكل خاص إلى أن استخدام الأدوية الهرمونية، وعلى رأسها حبوب منع الحمل، يعتبر من العوامل المحفزة لزيادة قابلية الدم للتخثر، وذلك إلى جانب التغيرات الهرمونية الطبيعية التي تحدث في الجسم، كما هي الحال أثناء فترة الحمل.
وفيما يتعلق بالأعراض، فرّقت الدكتورة الشماسي بين تلك الخاصة بجلطات الساق، والتي قد تشمل تورمًا ملحوظًا في إحدى الساقين، وتغيرًا في لون الجلد، والشعور بسخونة عند لمس المنطقة المصابة، بالإضافة إلى الإحساس بثقل أو ألم في الساق.
أما أعراض الجلطات الرئوية، فأوضحت أنها قد تظهر في صورة ضيق شديد في التنفس، وتسارع في ضربات القلب، وألم في منطقة الصدر يزداد مع التنفس، وفي بعض الحالات المتقدمة قد يصل الأمر إلى فقدان الوعي.
وبيّنت الدكتورة هدى أن عملية التشخيص تعتمد على إجراء فحوصات إشعاعية دقيقة، مثل الأشعة الصوتية ”الدوبلر“ للساق للكشف عن جلطات الأوردة العميقة، أو الأشعة المقطعية بالصبغة لتحديد وجود جلطات في الرئة. وأشارت إلى أن طرق العلاج تختلف بناءً على حالة كل مريض، وتشمل بشكل عام استخدام الأدوية المميعة للدم، والتي يمكن إعطاؤها إما عن طريق الوريد، أو عبر إبر تحت الجلد، أو على شكل أقراص تؤخذ عن طريق الفم، مؤكدة على الأهمية البالغة للمتابعة الطبية الدورية لتجنب حدوث أي مضاعفات محتملة.
وحذّرت الشماسي من المضاعفات الخطيرة التي قد تنشأ عن إهمال علاج الجلطات، مثل متلازمة ما بعد التجلط في الساق، والتي تؤدي إلى تورم مزمن وألم مستمر، أو ارتفاع ضغط الشريان الرئوي في حال الإصابة بجلطة رئوية شديدة.
ولفتت إلى أن هذه المضاعفات تستدعي متابعة دقيقة ومستمرة من قبل أطباء متخصصين في أمراض القلب والرئة.
وشدّدت الدكتورة الشماسي على أهمية الوقاية من الجلطات من خلال تعزيز التثقيف الصحي بين أفراد المجتمع، والقدرة على التعرف على الأعراض المبكرة للمرض، وتشجيع ممارسة المشي والحركة قدر الإمكان بعد الخضوع للعمليات الجراحية، مؤكدة أن ”الوعي يمثل السلاح الأول لحماية الأرواح“.