آخر تحديث: 22 / 5 / 2025م - 9:59 ص

خبيرة تحذر: الذئبة الحمراء نادرة لكن مضاعفاتها خطيرة على الأطفال

جهات الإخبارية

تزامنًا مع اليوم العالمي لمرض الذئبة الحمراء، الذي يوافق العاشر من مايو من كل عام، حذّرت استشارية أمراض الروماتيزم لدى الأطفال، الدكتورة فاطمة التميمي، من خطورة هذا المرض المناعي النادر على صحة الأطفال.

وأشارت إلى أنه على الرغم من ندرته، إلا أنه قد يؤدي إلى مضاعفات بالغة الخطورة تطال أعضاء الجسم الحيوية.

وشددت الدكتورة التميمي على ضرورة رفع مستوى الوعي بهذا المرض لدى الأطباء وأولياء الأمور على حد سواء لضمان التشخيص المبكر والتعامل السليم مع الحالات المصابة.

وأوضحت الدكتورة التميمي أن مرض الذئبة الحمراء ينشأ نتيجة خلل وظيفي في الجهاز المناعي، حيث يبدأ هذا الجهاز بإنتاج أجسام مضادة تهاجم أنسجة الجسم السليمة نفسها بدلاً من حمايتها.

وقالت هذا الهجوم المناعي الذاتي يؤدي إلى ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض، تشمل الطفح الجلدي المميز على الوجه ومناطق متفرقة من الجسم، والتهابات مؤلمة في المفاصل، بالإضافة إلى إمكانية تأثر أعضاء حيوية كالقلب والرئتين، وبشكل خاص الكلى.

وأكدت استشارية روماتيزم الأطفال أن إصابة الجهاز الكلوي تُعد من أخطر مضاعفات مرض الذئبة الحمراء لدى الأطفال، وقد تتطور في بعض الحالات لتصل إلى مرحلة الفشل الكلوي، مما يستدعي الحاجة إلى علاجات معقدة مثل غسيل الكلى أو حتى زراعة الكلى.

وشددت على الأهمية القصوى للتشخيص المبكر للمرض، خاصة وأن أعراضه في المراحل الأولى قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى أقل خطورة، مما قد يؤخر عملية التشخيص الدقيق.

ونبّهت في هذا السياق إلى ضرورة أخذ التاريخ المرضي للعائلة بعين الاعتبار، وإجراء كافة الفحوصات المخبرية والتحاليل الطبية والأشعة اللازمة، للوصول إلى تشخيص مؤكد يعتمد على العلامات السريرية الواضحة والمؤشرات المخبرية الدقيقة.

وفيما يخص الجانب العلاجي، أوضحت الدكتورة التميمي أن الخطة العلاجية لمرض الذئبة الحمراء لدى الأطفال تعتمد على عدة محاور، تشمل استخدام أدوية الكورتيزون للسيطرة على الالتهاب، والأدوية المثبطة للجهاز المناعي، وفي بعض الحالات المتقدمة أو الشديدة قد يتم اللجوء إلى الأدوية الكيميائية.

وأكدت أن الهدف الأساسي من العلاج هو الحد من نشاط المرض ومنع تفاقم مضاعفاته على المدى الطويل.

ووجهت الدكتورة التميمي دعوة هامة للأسر التي لديها أطفال مصابون بالذئبة الحمراء إلى ضرورة الالتزام الصارم بالمراجعات الدورية لدى الطبيب المختص وإجراء الفحوصات المنتظمة لمتابعة حالة الطفل وتقييم استجابته للعلاج.

ونصحت أيضًا بتجنب تعرض الطفل المصاب لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، حيث يمكن أن تحفز أشعة الشمس نشاط المرض، بالإضافة إلى أهمية تقليل الضغوط النفسية التي قد يتعرض لها الطفل، إذ تُعد الضغوط النفسية من أبرز المحفزات لنشاط الجهاز المناعي وزيادة حدة الالتهابات في الجسم.

وأشارت الدكتورة فاطمة التميمي إلى أن تخصيص يوم العاشر من مايو من كل عام ليكون اليوم العالمي لمرض الذئبة الحمراء يمثل مناسبة طبية سنوية هامة تُسهم في تسليط الضوء على أحدث المستجدات التشخيصية والعلاجية المتعلقة بهذا المرض.

وأكدت على أهمية استمرار جهود التوعية وتقديم الدعم النفسي والمجتمعي اللازم للأطفال المصابين وأسرهم لمساعدتهم على التعايش مع هذا المرض المزمن.