خبير طبي: قلة النوم والتوتر أبرز مسببات اضطراب الكورتيزول الشائع

حذر استشاري طب الأسرة والطب الوقائي وطب النوم، الدكتور وائل يار، من التهاون في التعامل مع الأعراض التي قد يربطها البعض بشكل مباشر بارتفاع هرمون الكورتيزول في الجسم.
وأشار إلى أن العديد من الأشخاص يميلون إلى تفسير هذه المشكلات بأسباب عضوية نادرة، متغافلين في الوقت ذاته عن تأثير العوامل اليومية المؤثرة بشكل كبير، وفي مقدمتها قلة النوم المزمنة والضغوط النفسية المستمرة.
وأوضح الدكتور يار أن الارتفاع المرضي الحقيقي لهرمون الكورتيزول، والذي يستدعي تدخلًا طبيًا دقيقًا وإجراءات علاجية متخصصة، غالبًا ما يكون ناتجًا عن وجود ورم في الغدة الكظرية أو قشرتها، مؤكدًا أن هذا الأمر يُعد نادر الحدوث.
وقال: ”هذه الحالات غالبًا ما يعاني فيها المصابون من مشكلات صحية مزمنة قبل تشخيص الحالة رسميًا، ويُجرى لهم أكثر من اختبار للوصول إلى التشخيص الدقيق“.
وشدد استشاري طب النوم على أن تحليل الكورتيزول لا يُجرى بطريقة عشوائية أو بناءً على طلب شخصي دون تقييم طبي، نظرًا لأن مستويات هذا الهرمون تتغير بشكل طبيعي على مدار اليوم، وقد تتأثر بعوامل متعددة مثل جودة النوم، ومستوى التعب، والحالة النفسية العامة للفرد.
وأضاف: ”لا يُنصح بقياس الكورتيزول بشكل عشوائي لأنه هرمون متقلب بطبيعته، ويجب أن يكون التشخيص مبنيًا على مؤشرات طبية حقيقية تستدعي هذا الإجراء“.
وتطرق الدكتور وائل يار إلى شكوى شائعة لدى الكثيرين تتمثل في صعوبة نزول الوزن رغم الالتزام بالحميات الغذائية وممارسة الرياضة، أو المعاناة من أعراض مثل الأرق المزمن وارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون في الدم، حيث قد يظن البعض أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو ارتفاع الكورتيزول.
وأوضح قائلاً: ”هذه الأعراض قد تكون مرتبطة بشكل وثيق بمقاومة الإنسولين، أو بمستويات توتر مزمنة يعيشها الفرد، أو نتيجة لقلة النوم واضطراباته، وكلها عوامل تؤثر على توازن الجسم بشكل عام، وليس بالضرورة أن تكون بسبب ارتفاع مرضي في هرمون الكورتيزول“.
ولفت إلى أن بعض التغيرات الجسدية التي يربطها البعض بارتفاع الكورتيزول، مثل ما يُعرف بـ ”الوجه الدائري“ أو ”الوزن الذي لا ينخفض رغم ممارسة الرياضة“، هي في الغالب علامات تظهر في حالات متقدمة جدًا ونادرة من ارتفاع الكورتيزول المرضي، وليست شائعة لدى غالبية من يعانون من الأعراض العامة المذكورة.
وأكد استشاري طب النوم أن قلة النوم المزمنة تُعد من أبرز وأهم أسباب الاضطرابات الهرمونية في الجسم، وخصوصًا تلك المتعلقة بتوازن هرمون الكورتيزول.
وقال: ”النوم هو العلاج الطبيعي الذي خلقه الله لتقليل التوتر وإعادة التوازن للجسم. الشخص الذي لا ينام جيدًا وبشكل كافٍ يشعر بأنه مضغوط طوال الوقت، حتى لو كانت الضغوط التي يواجهها في حياته اليومية عادية ومقبولة“.
وأضاف أن معظم الناس يتعرضون لضغوط الحياة المختلفة، لكن قدرة الجسم على التعامل مع هذه الضغوط والتكيف معها تنخفض بشدة في حال وجود اضطراب في النوم، مما يؤدي إلى اختلال في استجابة الجسم للضغوط وارتفاع مستويات الكورتيزول بشكل غير صحي.
وأكد على الأهمية القصوى لمعالجة الأسباب الحقيقية والجذرية الكامنة وراء الأعراض التي يشعر بها الفرد، ناصحًا: ”قبل أن تذهب لإجراء تحاليل عشوائية للكورتيزول، راجع نمط نومك بعناية، وقيّم مدى تعرضك للتوتر المزمن في حياتك. غالبًا يكون الحل في تعديل أسلوب الحياة وتبني عادات صحية، وليس بالضرورة في تناول الأدوية“.