آخر تحديث: 22 / 5 / 2025م - 9:02 ص

كيف يغير مشروع ”الاستهلاك الذكي“ ثقافة الهدر والاستخدام في القطيف؟

جهات الإخبارية

كشفت دلال العوامي، مديرة مشروع ”الاستهلاك الذكي“ التابع لجمعية العطاء النسائية الخيرية بمحافظة القطيف، أن المشروع انطلق كاستجابة ضرورية لحاجة بيئية ومجتمعية ملحّة، بهدف رئيسي يتمثل في الاستفادة المثلى من فائض الأدوات والأغراض في المنازل والحد من ظاهرة الهدر المتزايدة.

وأكدت العوامي أنه على الرغم من التحديات الأولية المرتبطة بالثقافة المجتمعية تجاه شراء الأدوات المستعملة، إلا أن أهالي المحافظة أبدوا تفاعلًا إيجابيًا لافتًا مع هذه المبادرة النوعية.

وأوضحت العوامي أن الشرارة الأولى لفكرة المشروع انطلقت خلال فعاليات مهرجان البيئة الثالث، الذي أُقيم سابقًا على كورنيش القطيف.

وأشارت في ذلك المهرجان، تم تجربة الفكرة بشكل عملي لأول مرة من خلال تخصيص ركن لعرض مجموعة من الأدوات المستعملة بطريقة منظمة وجاذبة، وكان الهدف الأساسي من هذه التجربة هو قياس مدى تقبل زوار المهرجان لفكرة شراء واستخدام الأدوات المستعملة.

وعن هذه التجربة، قالت العوامي: ”تفاجأنا بتفاعل الناس مع الركن، ووجدنا أن كثيرًا منهم لديه الاستعداد للتغيير، رغم أننا كنا نواجه تحديًا يتمثل في ثقافة مجتمعية ترفض المستعمل“.

وأرجعت مديرة المشروع نجاح ”الاستهلاك الذكي“ بشكل كبير إلى وعي المجتمع المحلي ودعمه المتواصل، مشيرة إلى أن كافة المعروضات المتوفرة حاليًا في ”معرض الاستهلاك الذكي“ هي في الأساس تبرعات كريمة من الأهالي أنفسهم.

وأضافت قائلة: ”في البداية ركزنا على نشر الفكرة عبر الإعلانات الإلكترونية وتعريف الناس بالمبادرة وأهدافها، ولاحظنا استجابة واسعة من أشخاص يعانون من تراكم أدوات لا يحتاجونها، ولكن لا يرغبون في التخلص منها بإلقائها“.

وأردفت: ”وجدنا أن الكثير من العائلات تمتلك أدوات جديدة أو شبه جديدة لا تستخدمها، وبدلًا من بقائها مخزّنة، فضّلوا التبرع بها ليستفيد منها الآخرون عبر المشروع“.

وترى العوامي أن هذا النجاح والإقبال يعكسان بداية تحول ملموس في سلوكيات الاستهلاك داخل المجتمع المحلي بمحافظة القطيف، خاصة وأن المحافظة، كغيرها من المدن، تعاني من ظاهرة الإفراط في الشراء وتكدس الممتلكات غير المستعملة.

وأكدت: ”نحن مجتمع استهلاكي بطبيعته، لكننا نمتلك في ذات الوقت قيمًا دينية وإنسانية راسخة تشجع على العطاء ومساعدة الآخرين، وهذه المبادرة استطاعت أن تجمع بين الحفاظ على البيئة وتفعيل هذه القيم النبيلة“.

ووجهت العوامي دعوة مفتوحة لجميع الأفراد والعائلات في محافظة القطيف للاستفادة من خدمات المعرض، سواء كان ذلك من خلال التبرع بالأدوات الفائضة عن حاجتهم أو من خلال الشراء من المعروضات المتوفرة بأسعار رمزية.

وقالت: ”مشروع الاستهلاك الذكي لا يقدم فقط حلولًا عملية ومستدامة للتقليل من الهدر، بل يسهم أيضًا بشكل فعال في نشر ثقافة الوعي البيئي وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع“.