آخر تحديث: 22 / 5 / 2025م - 9:02 ص

اختصاصية تغذية: لا علاج للسيلياك إلا بالامتناع الدائم عن الغلوتين مدى الحياة

جهات الإخبارية

أكدت اختصاصية التغذية العلاجية، حسنة الشمري، أن مرض السيلياك يُعدّ من الأمراض المناعية المزمنة التي تنشأ نتيجة استجابة غير طبيعية من الجهاز المناعي عند تناول مادة الغلوتين.

وشددت خلال ظهورها في برنامج ”وقاية“ على أن ”العلاج الوحيد لهذا المرض هو الالتزام بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين مدى الحياة“.

وأوضحت أن آلية حدوث السيلياك تتمثل في مهاجمة الجهاز المناعي لبطانة الأمعاء الدقيقة بعد استهلاك الغلوتين، وهو بروتين يتواجد بشكل أساسي في القمح والشعير ومشتقاتهما.

وقالت هذا الهجوم المناعي يؤدي إلى تلف الخلايا المعوية المسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية الحيوية مثل الكالسيوم، والحديد، والزنك، وفيتامين B12، مما قد يسفر عن مضاعفات صحية متعددة.

وفيما يتعلق بأعراض المرض، أشارت الشمري إلى أنها تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، وقد لا تظهر أي أعراض واضحة على بعض المصابين على الرغم من وجود تلف مؤكد في الأمعاء الدقيقة.

وقالت إن الأعراض يمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين: هضمية وغير هضمية. وأبانت أن الأعراض الهضمية قد تشمل الإسهال المزمن أو المتقطع، وآلامًا في المعدة مصحوبة بانتفاخ وغازات، بالإضافة إلى الغثيان والقيء.

أما الأعراض غير الهضمية، فتتضمن فقر الدم الناتج عن سوء امتصاص الحديد، وهشاشة العظام أو لينها بسبب نقص الكالسيوم، والشعور بالإرهاق العام، وظهور طفح جلدي، بالإضافة إلى ملاحظة تأخر في النمو لدى الأطفال المصابين.

ونبهت اختصاصية التغذية بشدة إلى أهمية عدم التوقف عن تناول الغلوتين أو البدء بأي حمية خالية منه قبل إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، لأن مثل هذا الإجراء قد يؤدي إلى نتائج تشخيصية خاطئة.

ويتم التشخيص عادةً عبر إجراء فحص دم متخصص للكشف عن وجود أجسام مضادة معينة، أو عن طريق أخذ خزعة من بطانة الأمعاء الدقيقة لفحصها مجهريًا والتأكد من وجود تلف في الخلايا المعوية.

وعلقت قائلة: ”التوقف عن الغلوتين قبل التشخيص يؤدي إلى نتائج سلبية كاذبة، وقد يعيق الوصول إلى التشخيص الصحيح“.

وأكدت الشمري أن الامتناع التام والدائم عن تناول أي منتج يحتوي على الغلوتين، حتى بكميات ضئيلة، هو الركيزة الأساسية للعلاج والسيطرة على المرض.

وقدمت عدة نصائح عملية للمصابين، منها ضرورة قراءة مكونات المنتجات الغذائية بعناية فائقة للتأكد من خلوها من الغلوتين أو أي من مشتقاته، وتجنب الأطعمة المعلبة والصلصات الجاهزة والتوابل الصناعية التي قد تحتوي على مصادر خفية للغلوتين.

ونصحت باستخدام أدوات طهي منفصلة لتفادي التلوث الغذائي العرضي بالغلوتين، والامتناع عن تذوق الأطعمة مجهولة المصدر أو المكونات، مشددة على أن الالتزام يجب أن يكون مدى الحياة وليس بناءً على ”حساسية مؤقتة“.

وفي سياق متصل، أوصت الشمري بعدد من الأطعمة الطبيعية التي تُعدّ آمنة ومناسبة لمصابي السيلياك، وتشمل الخضروات والفواكه الطازجة، واللحوم غير المصنعة، والأرز، والكينوا، والذرة، والبقوليات بأنواعها.

وأوضحت أنه في بداية مراحل التشخيص والعلاج، قد يحتاج المرضى إلى تناول بعض المكملات الغذائية لتعويض النقص الحاد في العناصر الغذائية الذي سببه تلف الأمعاء، وبخاصة مكملات الحديد والكالسيوم والزنك، تحت إشراف طبي.

واختتمت الشمري حديثها بالتأكيد مجددًا على أن مرض السيلياك ليس مجرد حساسية طعام عابرة، بل هو اضطراب مناعي مزمن يستوجب التزامًا واعيًا ومستمرًا مدى الحياة بنمط غذائي خاص.

وقالت: ”غذاؤك هو دواؤك، ونحن كاختصاصيين نعمل على تمكين المرضى للعيش بصحة وسلام بعيدًا عن الغلوتين“.