”عِذْق“ فوزية آل عثمان.. الطبيعة والنخلة تتجلى فناً ملهماً بالدمام
في رحلة فنية تستلهم من عمق الطبيعة ورمزيتها، افتتحت الفنانة التشكيلية فوزية آل عثمان معرضها الشخصي الأول بعنوان ”عِذْق“، وذلك مساء الإثنين الماضي، في مقر جمعية الثقافة والفنون بالدمام.
وقامت الفنانة التشكيلية شعاع الدوسري بافتتاح المعرض الذي يضم 32 لوحة فنية متنوعة المقاسات والأحجام، ويستمر في استقبال زواره حتى يوم الثلاثاء المقبل.
وعن مصدر إلهامها، قالت الفنانة آل عثمان: ”من صميم الطبيعة.. من النخل، الزهر، وكل عِذْق ممتد على الأرض كأنه يهمس للحياة ولدت فكرة“ عِذْق ”، كانت الطبيعة هي ملهمتي الأولى، بتفاصيلها البسيطة والعميقة، بخطوطها المنحنية، برموزها المخزنة في ذاكرتي منذ الطفولة، كل تلك المشاهد المتراكمة، من سعف النخيل إلى حبات الرطب المتدلية، شكّلت بذرة هذه الفكرة“.
وتجلت هذه الرؤية عبر أسلوبها التجريدي، الذي اتخذته لغة بصرية تعبر من خلالها عن مشاعرها وتجاربها المستمدة من سكون الطبيعة ودهشتها.
وركزت الفنانة آل عثمان في أعمالها المعروضة على النخلة، التي تمثل رمزًا راسخًا للثبات والعطاء في ثقافة المملكة العربية السعودية، حيث أثمر امتزاج الخطوط والألوان عن محصلة فنية فريدة شكلت منبع إلهام قوي في إنتاج هذه المجموعة.
وأكدت الفنانة أن ”عِذْق“ ليس مجرد اسم لمعرض، بل هو ”امتداد لحالة وجدانية، تنبض بجمال التفاصيل التي قد نغفل عنها وسط صخب الحياة“.
وأضافت أن اختيار اسم ”عِذْق“ يعود إلى كونه يرمز إلى لحظة نمو الأزهار وامتدادها من الداخل إلى الخارج، وصولاً إلى مستوى مشترك من التفتح والتكامل، وهو المعنى العميق الذي شكل جوهر رحلتها الفنية.
وأوضحت الفنانة فوزية أن كلمة ”عِذْق“ العربية، رغم استخدامها الشائع للإشارة إلى عذق النخل الحامل للتمر، إلا أنها تحمل دلالات أوسع ترتبط بالخير، والامتداد، والنماء، والارتباط بالجذور، مما يجعلها كلمة ملهمة تعبر عن العطاء المستمر، الهوية، الوفرة، والجمال الطبيعي.
ولفتت آل عثمان إلى أن معرض ”عِذْق“ رُسم للوطن، إسهامًا في تحقيق رؤية المملكة 2030، ومبادرة ”السعودية الخضراء“، كما أنه موجه لكل متذوق للفن، كبيرًا كان أم صغيرًا، ولكل من يرى في الأفق مستقبلًا مشرقًا أو يحمل في قلبه حنينًا لماضٍ جميل.
وقدمت الفنانة آل عثمان شكرها الجزيل لكل من أسهم في نجاح ”عِذْق“، وفي مقدمتهم جمعية الثقافة والفنون بالدمام لاحتضانها وإبرازها رحلتها الفنية، ولكل من حضر من الأصدقاء والأهل ومحبي الفن.
وتجدر الإشارة إلى أن جمعية الثقافة والفنون بالدمام ستشهد خلال الأسبوعين القادمين من شهر مايو الجاري نشاطًا فنيًا وثقافيًا مكثفًا، حيث ستقدم عدة فعاليات تشمل الفنون البصرية، عروض الأفلام، الموسيقى، المسرح، والفنون الأدائية، من خلال جلسات إبداعية وحوارية وورش تدريبية، على أن تختتم فعاليات الشهر بتوقيع كتاب للكاتب المسرحي عباس الحايك.
