آخر تحديث: 22 / 5 / 2025م - 9:46 ص

رسائل تحذيريّة مُهمّة!

ليلى الزاهر *

معظم الكبار يتذكرون طفولتهم جيدا، وقد يخفقون في استرجاع أحداث حياتهم وهم كبار إلا أنّ ذكريات الطفولة تظلّ حاضرةً في ذهن الطفل إلى أن يكبر خاصّة تلك الذكريات التي تُمثّل صدمةً كبيرةً في تاريخ الطفولة وتتخلّل خط سير حياة الطفل مثل الاعتداء الجنسي وانتهاك حرمة الطفولة المقدّسة أو الكوارث الطبيعية، أو موت أحد الوالدين وغيرها مما يجعل تلك الذكريات المؤلمة تلتصق بالذاكرة وتخلد للنوم فتكون في حالة تخفٍّ حتى تأتيها الأوامر بالاستيقاظ على أثر المرور بموقف ما.

ويحتلّ الاعتداء الجنسي على الطفل الصدارة إذ لا يُتوقع من طفل أن ينسى ما حدث له من ألم مبْرح في صغره.

ولا يمكن محو آثار هذه الجرائم المُخلّة بالإنسانيّة بين عشيّة وضحاها.

بطبيعة حالي لا أحبّ الحديث عن حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال غير أنني أناشد كلّ كاتب ومن له صلة بالقلم أن يكتب في هذا الأمر المروّع للطفولة وللإنسانيّة ويرسل رسائل تحذيريّة لكل أب وأم للمحافظة على صحة أطفالهم النفسيّة والجسديّة.

إن الدعوة لفتح حوار مفتوح في الأسرة يشرح فيه الطفل يومياته على مرأى ومسمع من والديه من بداية يومه إلى نهايته أمرٌ لا بد منه مع إعطائه الأمان النفسيّ الكامل، أضف إلى ذلك شرح مخاطر الاقتراب من جسده بأيّ شكل كان.

ولا يكون ذلك إلّا بشكل مرن وأسلوب يخلو من التّخويف والرعب لضمان حسن تصرف الطفل عند الوقوع في فخ أصحابها.

هذا فضلا عن تصنيف النّاس إلى مُحب وصديق وعدو ومبغض بحسب سلوكيات كل صنف.

إن حماية الطفل من جرائم البيدوفيليا

‏ «Pedophilia» يخصّ كلّ منشأة تعليميّة يمر بها الطفل بدءًا من الأسرة والمدرسة ومرورا بمعلمي المدارس في الصفوف الدراسية إلى جميع أفراد الأسرة الصغيرة والكبيرة.

لأن هذه الجرائم _ حارب الله أهلها _ تدمّر قلوب أطفالنا وتحطّم آمالهم وترسم حياتهم بلون السواد بل تتركهم تحت أنقاض الكوابيس المفزعة يعيشون نصف حياة.

والمزعج في الأمر عدم انقراض هؤلاء

البيدوفيليين قاتلهم الله في كل زمان. إنّهم يرمون بقذاراتهم على أقدس القلوب وأنقاها ويتركون شوائبهم المؤذية في حرم الطفولة

إنّ فكر الشخص البيدوفيلي فكر منحرف يجب أخذ التدابير الوقائية لحماية الآخرين منه، كما أن التّوعيّة بانتشارهم في المجتمع واحتمالية وجودهم بين أطفالنا في كل مكان أمرٌ وارد، يدعونا لأخذ الحيطة والحذر وتكثيف الوعي حفاظا على فلذات أكبادنا.

إنّ آلامي تترا وأَيْمُ اللهِ عندما شرعتُ في كتابة هذا الموضوع، خاصّة عندما قرأتُ قصة الطفل «ياسين» وما فعلته أمه لردّ اعتباره وصدّ انتهاك حرمة ابنها في حرمٍ مقدّس وفي مكان كان لها أن تطمئن عليه أثناء تواجده فيه كالمدرسة.

حدثت جريمة الاعتداء على الطفل ياسين في مدرسته، حيث كان شركاء التربية والتعليم هم الأساس في ارتكاب هذه الجريمة البشعة.

إنّ قصة الطفل ياسين توضح نضال الأم الحقيقية التي حاربت من أجل ابنها حتى وصلت إلى كشف خيوط الجريمة التي حِيكت حوله.

تحية لك يا أم ياسين!

أعرف حقيقة مشاعرك جيدا عندما شعرتِ بألم ابنك فقلت:

إذا كان الفضاء لا يسمعك فقلب أمك ينبض لك حبّا ويسمع تنهيدتك الحزينة.

إنّ قلب أمك ينبض لأجلك ويتضاعف نبضه خوفا عليك.

على أيّ حال فوق هذه البسيطة قلوب كثيرة تتدفق بالحبّ إلا أنّ قلب الأم هو قلب الأسد الذي يفيض حبّا، هو نبع الأمل، هو الأمان الحقيقي في حياة أبنائها.

نسأل الله أن يُرخي علينا ستره الجميل:

 «اللهم استرنا بسترك الجميل، ولا تفضحنا بين خلقك ولا تخزنا يوم القيامة اللهم أعلِ بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم استرنا فوق الأرض، وتحت الأرض ويوم العرض عليك».