الفلك الدولي: ترقب سقوط مسبار سوفيتي معطل على الأرض يوم غدٍ السبت

أفاد المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي ومشرف برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية، بأنه من المتوقع أن يشهد كوكب الأرض يوم غدٍ السبت، سقوط مسبار فضائي معطل يُعرف باسم ”Cosmos 482“.
وأوضح عودة أن هذا المسبار، الذي أطلقه الاتحاد السوفيتي في عام 1972 بهدف التوجه نحو كوكب الزهرة والهبوط عليه، قد فشلت مهمته في بدايتها، مما أدى إلى بقائه وأجزاء منه في مدار حول الأرض لمدة تزيد عن نصف قرن، ويُعتقد أن الجسم الذي سيسقط هو كبسولة الهبوط الخاصة به.
وذكر المهندس عودة أن هذا السقوط سيكون غير متحكم به، ومن المتوقع أن يحدث في حوالي الساعة الخامسة واثنين وخمسين دقيقة صباحاً بتوقيت غرينتش يوم السبت، وذلك ضمن هامش خطأ يبلغ سبع ساعات بالزيادة أو النقصان.
وأشار إلى أن هذا يعني أن نافذة السقوط المحتملة تمتد من الساعة العاشرة واثنين وخمسين دقيقة من مساء اليوم الجمعة، وحتى الساعة الثانية عشرة واثنين وخمسين دقيقة من ظهر يوم السبت بتوقيت غرينتش.
وأضاف أنه على الرغم من أن مقدار هذا الخطأ الكبير سيقل كلما اقتربنا من موعد السقوط، فإنه حتى قبل ساعتين فقط من الحدث، لا يمكن تحديد مكان وموعد سقوطه بدقة، ولكن ستكون هناك مناطق معينة مرشحة لأن يستقر القمر الصناعي فوقها، مؤكداً أن العديد من الجهات ستتابع هذا السقوط بشكل حثيث وستعلن التحديثات أولاً بأول.
وفيما يتعلق بخصائص القمر الصناعي، بيّن مدير مركز الفلك الدولي أن كتلته تبلغ حوالي 500 كيلوغرام، وهو عبارة عن جسم كروي يبلغ قطره حوالي المتر الواحد.
ولفت إلى أن هذه القطعة صُممت خصيصاً لتتحمل الضغط والحرارة الشديدين المصاحبين لدخول غلاف كوكب الزهرة، ولذلك فمن المتوقع أن يصمد جزء كبير منه أثناء عبور الغلاف الجوي الأرضي ويصل إلى سطح الكوكب.
واستبعد الخبراء، وفقاً لعودة، عمل نظام المظلات الذي زُوّد به المسبار لضمان هبوط هادئ، وذلك بعد بقائه لأكثر من خمسين عاماً في الفضاء.
وشرح عودة أن القمر الصناعي لا يسقط عادة كقطعة واحدة متماسكة، فعند دخوله الغلاف الجوي الأرضي، تؤدي الحرارة الشديدة الناتجة عن الاحتكاك إلى تفكيكه واحتراق أجزاء منه، وفي الغالب يصل إلى الأرض ما نسبته 20 إلى 40 بالمئة من كتلته الأولية على هيئة قطع متفرقة.
وحول المخاطر المحتملة، أكد الخبراء، كما نقل عودة، أن نسبة أن يشكل هذا السقوط خطراً مباشراً على حياة الأشخاص أو المنشآت تُعد ضئيلة جداً، واحتمالية أن تصطدم إحدى بقاياه بشخص لا تتجاوز واحداً من كل مئة مليار.
وقارن هذه النسبة الضئيلة باحتمالات أخرى، موضحاً أنها تمثل مليوناً ونصف المليون مرة أقل من احتمالية مقتل شخص داخل منزله بسبب حادث، وبمقدار خمسة وستين ألف مرة أقل من احتمالية إصابة شخص بصاعقة برق، وثلاث مرات أقل من احتمالية سقوط نيزك على شخص.
وأشار إلى أن هذا النوع من السقوط لا يعتبر نادراً بشكل كبير، فهناك حوادث سقوط لأقمار صناعية كبيرة نسبياً تحدث كل عدة أشهر، مستشهداً بحوادث سقوط بقايا صواريخ الإطلاق الصينية التي وقعت ثلاث مرات خلال السنوات الماضية، وذلك في أبريل 2021، ويوليو 2022، وأكتوبر 2022.