مناقشات وحورات لا تنتهي
هناك مناقشات غير مثمرة وآراء مختلفة ضمن سلسلة طويلة لا تنتهي من التعليقات التي تتشابك في تحليلاتها، تجري على صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي، وكلٌّ يجر النار إلى قرصه في سجالات يشوبها الأخذ والرد، ليثبت كلٌّ صحة طرحه ونظريته في إقناع الآخر، وربما أحدهما أصاب الواقع الافتراضي الذي يؤمن به لما يملكه من أدلة وشواهد مستفيضة تدعم ما ينتهجه، ولكن الطرف الآخر يحاول أن يدحض كل ذلك بإلقاء الشبه والمرئيات والإشكالات التي تدعم نظريته وفكره، وبهذا تسير الأمور في حلقة مفرغة لا طائل منها، فالمتابع لهذه النقاشات يكون في حيرة من أمره، حيث بلغ السيل الزبى، وبلغت القلوب الحناجر، وطفح الكيل، حيث ازدادت الغمامة اسودادًا، مع العلم بأن هناك بعض المرجحات الشرعية والمنطقية
والعقلائية تشير في بعضها إلى رجحان كفة على أخرى، ولكن يستمر الحوار إلى ما لا نهاية له، بسبب إصرار الطرفين على آرائهما، وتشبث بعضهما بإثارة هذه المواضيع الجدلية التي لا حدود لها، فبمجرد إتاحة الفرصة لكلٍّ منهما، ينتهي المطاف بالمتتبع إلى السقوط ضحية هذه الإثارات والاختلافات في وجهات النظر بين آن وآخر، بسبب اشتراكهما في منصة واحدة تحتوي على مجموعة كبيرة من المشاركين والمتابعين.
هذا الطرح المثار يولد انعكاسات بين السلب والإيجاب، مما يشوش ذهن المتابع والمتلقي، فيحتاج إلى غربلة هذه النتائج المتضادة ليخرج من هذه وقد استقر رأيه على حقيقة ثابتة بالابتعاد عن هذه المواضيع الجدلية وعدم التطرق إليها.
في النهاية، كلٌّ له قناعاته ورأيه، والأفضل ترك ذلك الأمر لقادم الأيام، فالمستجدات والبحث العلمي، قرآنيًّا كان أو شرعيًّا أو حديثيًّا، بقول كلمة الفصل، مبتعدًا عن هذه التعليقات أو الجدالات التي لا تنتهي، وكلٌّ يُشكر على جهده ومسعاه، لأن الأمر في النهاية يصبّ في خدمة الدين والعقيدة والمنطق الاستقرائي العقلائي… ولكل مجتهد نصيب، وكما قال بعضهم: رأيك صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرك خطأ يحتمل الصواب… والله الموفق.