الشبيب.. قصة سعودي في ويمبلي يطمح للعودة للملاعب السعودية

يدرس المهاجم السعودي علي الشبيب، صاحب اللهجة ”الجوردية“ المميزة التي اكتسبها من نشأته في نيوكاسل، العودة إلى الملاعب السعودية بعد فترة قضاها في نادي دارلينجتون الإنجليزي بهدف استعادة شغفه بكرة القدم.
الشبيب، الذي صنع التاريخ كأول لاعب سعودي يسجل هدفاً في ملعب ويمبلي الشهير، يرى أن دوري الدرجة الأولى السعودي قد يكون وجهته المقبلة الأمثل.
وكان الشبيب قد دخل دائرة الضوء في عام 2021 عندما قاد فريقه آنذاك، كونسيت إيه إف سي، أحد أندية الهواة، إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي للهواة على ملعب ويمبلي. ورغم خسارة فريقه بنتيجة 3-2، إلا أن المهاجم الشاب سجل اسمه في التاريخ بهدفه في النهائي.
وأشار الشبيب إلى أن فكرة التسجيل في هذا الملعب الأيقوني راودته ليلة المباراة، واصفاً لحظة تسجيل الهدف الأول في اللقاء بأنها كانت سريالية ولا تصدق، على الرغم من أسفه لغياب الجماهير بسبب قيود جائحة كوفيد -19 حينها، مما حرم عائلته من مشاركته هذه اللحظة.
هذا الإنجاز التاريخي لفت أنظار الأندية السعودية، وتلقى الشبيب عروضاً للانتقال إلى بلاده، كان أبرزها من نادي القادسية الذي كان ينافس في دوري الدرجة الأولى آنذاك.
وكاد الشبيب أن يوقع للنادي بالفعل، إلا أن الصفقة لم تتم بعد أن كشف الفحص الطبي عن معاناته من إصابة في منطقة الفخذ. واعترف اللاعب بأن الأمر كان صعب التقبل، خصوصاً مع الصعود اللافت للقادسية لاحقاً، لكنه أكد تقبله للأمر كجزء من طبيعة كرة القدم، معرباً عن إيمانه بأنه لو تمت الصفقة وقتها، لكان مستمراً مع الفريق حتى الآن، مستفيداً من خبرته الإنجليزية التي يرى أنها تمنحه ميزة تجمع بين القوة البدنية والمهارة الفنية.
وبعد خضوعه لجراحة ناجحة، انتقل الشبيب بالفعل إلى السعودية في صيف عام 2022، لينضم لنادي الساحل في دوري الدرجة الأولى، ثم لعب لاحقاً لنادي القيصومة.
وذكر الشبيب مفارقة طريفة خلال تجربته السعودية، حيث شعر بأن البعض كان يعامله كلاعب أجنبي أكثر من كونه سعودياً، نظراً لنشأته المختلفة، مشيراً إلى أنه وجد نفسه يقوم بدور حلقة الوصل بين اللاعبين المحليين والأجانب في غرفة الملابس بفضل إجادته للغتين العربية والإنجليزية.
ومع ذلك، واجه الشبيب صعوبات في التأقلم مع الأجواء الكروية في السعودية، حيث شعر بأن التغييرات المتكررة للمدربين أعاقت تطوره، لافتاً إلى افتقاده للمرشد أو الموجه الذي يساعده على التطور، واصفاً البيئة بأنها كانت تميل إلى نهج ”اصمت وواصل اللعب“ بدلاً من التوجيه الفردي. هذه التحديات دفعته للعودة إلى إنجلترا والانضمام لنادي دارلينجتون الذي ينافس في دوري الدرجة الوطنية الشمالية «المستوى السادس».
وتحت قيادة المدرب ستيف واتسون، اللاعب السابق في الدوري الإنجليزي الممتاز، استعاد الشبيب حبه للعبة. وأشاد الشبيب بمدربه الحالي، واصفاً إياه بالصادق والمباشر، والذي منحه الثقة للعب بحرية، مفضلاً أسلوب اللعب الذي يعتمد على بناء الهجمة من الخلف، وهو ما يناسب إمكانيات الشبيب.
ويرى اللاعب أن هذه التجربة في دوري الدرجة الوطنية الشمالية جعلته أكثر استعداداً للعودة مجدداً إلى السعودية، مؤكداً وجود اهتمام من بعض أندية دوري الدرجة الأولى، ويعتقد أن هذه الخطوة قد تكون الأنسب له حالياً نظراً لتوفر فرص أكبر للاعبين السعوديين في هذا الدوري مقارنة بدوري المحترفين الذي يشهد تواجداً مكثفاً للاعبين الأجانب البارزين.
الشبيب، الذي وُلد في الدمام وغادرها طفلاً في الثامنة من عمره، قضى معظم السنوات ال 17 الماضية في نيوكاسل التي يعتبرها موطنه. ويعترف بأن مغادرتها لن يكون سهلاً، لكنه لاحظ بنفسه التحول الكبير الذي شهدته المدينة والعلاقة الوثيقة التي نشأت بينها وبين السعودية بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد عام 2021.
وأوضح كيف تغيرت نظرة الناس إليه كسعودي، فبعد أن كان يضطر لشرح موقع بلاده، أصبح الآن يجد ترحاباً وفهماً أكبر، وتقديراً خاصاً لإتقانه لهجة ”الجوردية“ المحبوبة في المدينة.