”الوداع الوداع يا شهر الله“.. أصداء الحنين تجمع أهالي سنابس حول ”المسحر“
تتمسك بلدة سنابس في جزيرة تاروت بتقليدها الاجتماعي العريق في وداع شهر رمضان المبارك من خلال فعالية ”المسحر“، التي تحولت إلى متنفس حيوي يعيد للقرية نبضها الاجتماعي.
ومع اقتراب نهاية الشهر الفضيل، يتجدد الموعد حيث يتجمع الأهالي، كباراً وصغاراً، على عتبات المنازل وفي أزقة القرية، منتظرين بشوق مرور شخصية ”المسحر“ بزيه التقليدي المميز.
وبصوته الشجي، يصدح المسحر بعبارات الوداع الخالدة: ”الوداع الوداع يا شهر الله، وعليك السلام يا شهر الصيام“، في طقس فريد يعكس أصالة الماضي ويعزز أواصر المحبة والتواصل المباشر بين السكان.
واكد عدد من أهالي بلدة سنابس أن هذه الفعالية باتت أكثر من مجرد تقليد؛ فهي مناسبة ثمينة للتلاقي ورؤية الأهل والأصدقاء.
ووفقاً لأحد السكان، أبو جواد، فإنه في زمن الانشغالات المتزايدة والاعتماد على التواصل الرقمي، أصبح لقاء الأحبة والأصدقاء نادراً، إلا أن مسيرة ”المسحر“ بين البيوت تتيح له فرصة رؤية وجوه غابت عن الأنظار واستعادة دفء العلاقات الاجتماعية المباشرة.
وقال يعود الفضل في استمرارية هذا الموروث الاجتماعي الجميل إلى جهود عائلتي الصائغ والعباس، اللتين حملتا على عاتقهما مسؤولية الحفاظ على هذا التقليد ونقله عبر الأجيال، مما منح قرية سنابس طابعاً خاصاً ومتفرداً في توديع الشهر الكريم بأجواء تفيض بالأصالة والحنين.
وقالت فاطمة العباس تظل فعالية ”المسحر“ في سنابس رسالة حية ومستمرة تؤكد أن الروابط الإنسانية الحقيقية والدفء الاجتماعي قادران على الصمود وتجاوز رتابة العصر الرقمي، مشيرة إلى أن إحياء التقاليد الأصيلة هو السبيل لإعادة الحياة إلى العلاقات الاجتماعية وجمع القلوب على المحبة والألفة.
