آخر تحديث: 1 / 4 / 2025م - 1:17 ص

تدخين الأم يطارد ابنها لمنتصف عمره

عدنان أحمد الحاجي * مقال مترجم

أضرار تدخين الأم أثناء الحمل لا تقتصر على رضيعها الذكر، بل تمتد إلى مرحلة منتصف عمره.

جامعة أبردين

Genes linked to smoking in pregnancy identified

University of Aberdeen

March 12,2025

تعرف باحثون من جامعة أبردين على علاقة جينية بتدخين الأم أثناء الحمل.

نأمل أخيرًا أن يساعد هذا الاكتشاف المجتمع الطبي على تطوير استراتيجيات وحملات توعوية تثقيفية أفضل تدعو إلى الإقلاع عن التدخين. "البروفيسور بول فاولر

أثبتت نتائج الدراسة التي أجريت على مستوى المملكة المتحدة أيضًا أن الرضع الذكور سيتعرضون إلى تبعات مزمنة لو كانت الأم تدخن أثناء الحمل [ما يُعرف بسلوك النساء المدخنات قبل أو أثناء أو بعد الحمل المضر بالطفل، حسب التعريف [1]  ]، أكثر مما تتعرض له الرضع من الإناث - بما في ذلك الموت في منتصف العمر لو استمر هؤلاء النسل من الذكور أنفسهم في التدخين.

في واحدة من أكبر الدراسات في العالم على الإطلاق في التبعات المضرة بسبب تدخين الأمهات، درس باحثون من جامعة أبردين أكثر من نصف مليون شخص ممن كانت أمهاتهم يدخن أثناء الحمل لفهم تأثير التدخين أثناء الحمل وكيف يمكن أن يستمر ذلك طوال مرحلة الرشد.

كامل الدراسة [2]  نشرت في 12 مارس 2025 في مجلة eBiomedecine. إحدى مجلات The LANCET Discovery Science.

الفريق، بقيادة البروفيسور بول فاولر، رئيس قسم العلوم الطبية الانتقالية بجامعة أبردين، وظف العلاقة الجينية بين الأمهات وأبنائهن الراشدين «18 سنة وأكبر [3]  لإجراء أول تحليل جيني واسع النطاق لتدخين الأم أثناء الحمل. وجدوا الكثير من المتحورات الجينية التي تزيد من احتمال سلوك النساء المدخنات قبل أو أثناء أو بعد الحمل المضر بالطفل، حسب التعريف [1] ، وفتح أبواب جديدة محتملة لاستهداف علاج الإقلاع عن التدخين.

باستخدام عينات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وبيانات من خمسمائة ألف شخص في اثنين وعشرين مركزًا في اسكتلندا وإنجلترا وويلز، تمكن الفريق من دراسة العوامل الجينية والكيميائية الحيوية والاجتماعية الديموغرافية [الخصائص الاجتماعية الديمغرافية لمجموعة معينة من الأفراد، مثل السن ونوع الجنس ومستوى التعليم والدخل [4]  ] المرتبطة بالتدخين أثناء الحمل.

ووجدوا أنه في كل مرحلة من مراحل الحمل، تتأثر الأجنة الذكور وتمتد إلى سن الراشد للذكور من أولاد الأمهات المدخنات أثناء الحمل أكثر مما تتأثر بناتهن. يتمثل ذلك في تغيرات في مستويات مختلفة من الجينات في كبد الجنين الذكر ابتداءً من الأسبوع السابع عشر من فترة الحمل وطوال مرحلة الرشد للذكور من الأولاد، وذلك سيكون متوسط عمرهم التوقع أقصر.

من الناحية الأساسية، يؤكد المؤلفون أنه لو توقف الرجل الراشد نفسه عن التدخين، أو لم يدخن على الإطلاق، فبإمكانه عكس «الوقاية من» هذه الآثار الضارة. انخفضت احتمالية الوفاة المبكرة المرتفعة عند الرجال الذين أفادوا بأنهم لم يدخنوا سجائر قط. يمكن أن تساعد هذه النتائج الجديدة في وضع استراتيجيات جديدة وأكثر فعالية لتخفيف الآثار الضارة للتعرض لتدخين الأم أثناء الحمل. على سبيل المثال، استهداف أطفال المدخنات في الحملات الصحية التوعوية للإقلاع عن التدخين وفحص الأمهات المدخنات للتأكد من وجود متحورات جينية بسبب إدمان التدخين لاستهداف هؤلاء الأبناء للحصول على جلسات استشارية إضافية.

ووجدت الدراسة أيضًا أن الرجال من الأمهات المدخنات كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان في مرحلة الرشد وكذلك أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بالمقارنة مع البنات.

بيد أن بنات الأمهات المدخنات أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي والجهاز التناسلي وكذلك مشكلات الصحة العقلية.

يوضح باحث الدراسات العليا ميهيل ميهو? Mihail Mihov الذي أجرى البحث كجزء من دراسة الدكتوراه: "تدخين الأم أثناء الحمل قُرن بالكثير من المشكلات الصحية لدى الأطفال. ومع ذلك، كان لدينا في السابق معرفة محدودة عن أي العمليات الجارية في الرحم تتأثر بتدخين الأم أثناء الحمل وكيف تترجم إلى تدهور في صحة النسل في مرحلة الرشد.

"أثبتت النتائج التي توصلنا إليها أن تدخين الأم يؤثر سلبًا في صحة الطفل، وخاصة بالنسبة للذكور، ابتداء من الثلث الثاني للحمل ويستمر طوال مرحلة الرشد.

"ولكن وجدنا أن هذا يمكن عكسه والوقاية منه إلى حد ما. تشير نتائجنا إلى أن الإقلاع عن التدخين، أو، من الناحية المثالية، عدم تدخين النسل من الرجال على الإطلاق، يمكن أن يقي النسل من الذكور من احتمال الوفاة المبكرة في منتصف العمر.

"لقد تعرفنا أيضًا، لأول مرة، على الكثير من المتحورات الجينية التي تزيد من احتمال تدخين الأم أو إدمانها التدخين، حتى أثناء الحمل.

"هذا يفتح أبوابًا حيث يمكننا البحث عن مسارات جيني، معينة يمكن استهدافها للإقلاع عن التدخين، وبالتالي توفر طرقًا لتقليل العبء المجتمعي للتبعات الضارة لتدخين الأم أثناء الحمل في مجتمعنا المعرض للشيخوخة [5] .

"كخلاصة، وجدنا أنه عندما تدخن الأم أثناء الحمل، تتأثر كبد ابنها الذكر أكثر مما تتأثر كبد ابنتها. يستمر هذا الاختلاف والاختلاف في احتمال الوفاة إلى منتصف العمر.

وأضاف البروفيسور بول فاولر: "نأمل أن تمهد النتائج التي توصلنا إليها الطريق نحو دراسة الآثار الجزيئية للتبعات الضارة لتدخين الأم أثناء الحمل والتي ستتيح للمجتمع العلمي الكشف عن الآليات المحددة لهذه الآثار الضارة أو تسبيبها أمراضًا معينة.

”في النهاية، نأمل أيضًا أن تساعد نتائج الدراسة المجتمع الطبي على تطوير استراتيجيات وحملات تثقيفية أفضل تدعو إلى الإقلاع عن التدخين.“

"تبرز هذه الدراسة أهمية دعم كل امرأة لحمل خالٍ من التدخين. من المثير للقلق رؤية مثل هذا الخطر المرتفع للوفاة المبكرة بين الرجال، الذين نعرف أنهم أكثر احتمالًا لممارسة التدخين أنفسهم.