آخر تحديث: 13 / 2 / 2025م - 9:19 م

موتك لن يغيب كريم شخصك

جمال حسن المطوع

الموت ظاهرة ربانية لا اعتراض عليها وهو قدر محتوم على بني البشر، حيث لكل أجل كتاب، ولكن هناك من يغادر هذه الدنيا تاركا غصة في قلوبنا وحرقة في وجداننا لفقده وفراقه الذي حصل على حين غرة إثر حادث مؤلم، ولكن ما يعزينا ويسلينا ما تركه من تراث قيم من الأدبيات الشعرية الوازنة التي تحتوي على معان سامية ومثل عالية وخاصة منافحته وإطراءه مدحا وإجلالا في رفعة شأن أهل البيت النبوي الكريم بنمير أخاذ وعذب رقراق.

للفقيد الراحل والشاعر الملهم الأستاذ المرحوم عبدالله الجفال أبو أحمد الذي ترك بصمات نيرة وومضات مشرقة في عالم الأدب والشعر ستتناقله الأجيال طربا وهياما وشوقا ومرادا؛ لأنه يحمل شمعة إيمانية تروي الظمآن والمتعطش لمآثر ومدائح بيت النبوة المحمدية صلوات الله عليهم أجمعين.

وهو السباق في متابعة كل المناسبات والشعائر الحسينية الملحمية، كما له دور فعال في البوديات والأشعار الشعبية حتى أصبح مضربا للمثل عند القاصي والداني على المستوى الثقافي والأدبي.

هذا جانب، ومن جانب آخر ما يتمتع به الفقيد الراحل من دماثة الأخلاق وحسن السيرة وصدق العواطف الجياشة حيث كنت لفترة زمنية وحتى قبل وفاته رحمه الله على تواصل والتقاء به، حيث كان جارا عزيزا ومميزا صافي السريرة حسن المعاشرة، كما كان بيني وبينه تلاق على مستوى الأندية الأدبية التي غالبا ما كان مشاركا فيها بنشاط وحيوية حتى أنه من حرصه وحبه لتعزيز علاقتنا أن دعاني في أمسية عند أحد الأصدقاء الأعزاء لحضور مناقشة ديوانه الشعري الذي حضره لفيف من الشعراء، وكان في سعادة غامرة لوجود هذه الكوكبة من الأدباء لتقييم ديوانه الشعري...

كل هذا التاريخ المشرف لحياته قد رسم بأنامله، ووجدانه باكورة شعرية ستظل باقية على ألسنة محبيه ومتدوقي شعره الخلاب.

فرحمك الله يا أبا أحمد، ستبقى عنوانا ونبراسا لا يمحيه الزمن.