آخر تحديث: 13 / 2 / 2025م - 9:37 م

معًا ضد انعدام الأهلية لتربية جيل خالٍ من العقد

‏‎إنعام آل عدنان *

تلعب الأم دورًا محوريًا في حياة أطفالها، حيث تكمن مسؤوليتها في حمايتهم وتوفير بيئة آمنة تسهم في تنشئتهم تنشئة صحية تشمل الجوانب النفسية والجسدية.

أما دور المعلم، فهو دور تربوي يتطلب مراعاة الظروف النفسية والصحية والاجتماعية للطالب، حيث يتعامل المعلم مع مستويات متنوعة من الإدراك والبيئات الاجتماعية. والمربي الناجح هو من يستطيع احتواء الطلاب بمختلف ظروفهم وتهيئة بيئة آمنة وصحية تتناسب مع مستوياتهم الاستيعابية والنفسية.

من خلال تجاربي مع أطفالي في المدارس، تعاملت مع العديد من المعلمين والمعلمات. للأسف، واجهنا في بعض الأحيان مشكلات نابعة من افتقار بعض المعلمين والمعلمات للكفاءة في التعامل مع المستويات العقلية، السلوكية، والنفسية للطلاب.

إحدى هذه التجارب كانت مع إحدى معلمات ابنتي، التي اتبعت أسلوبًا صارمًا وحازمًا دون أي مراعاة للظروف التي قد تمر بها الطفلة. وعلى الرغم من تواصلي مع المعلمة لمحاولة فهم المشكلة ومعالجتها، لاحظت غياب الجانب الإنساني والتربوي في تعاملها مع الطلاب، حيث استخدمت النقد المستمر بدلاً من التحفيز والدعم.

من وجهة نظري كأم وعضو في هذا المجتمع، أؤمن بأن الإنسانية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمهنة التدريس، وربما بجميع المهن. إن تحفيز الطلاب ودعمهم نفسيًا هو المفتاح الأساسي لتحقيق الأهداف التعليمية والتربوية.

أما النقد المستمر والتقليل من قيمة الطالب، فلن يثمر سوى عن أفراد محبطين نفسيًا، غير قادرين على الإنتاج أو التفاعل بشكل إيجابي في المجتمع.

لو كان لدى المعلم القدرة على استيعاب دوره الحقيقي في التربية والتعليم، لحُلَّت العديد من المشكلات. لا يمكننا أن نستهين أبدًا بدور المعلم، فهو لا يقل أهمية عن دور الأب والأم في المنزل.

من هذا المنطلق، أطالب بخضوع الفريق التعليمي لاختبارات تؤكد أهليتهم لتربية أجيال المستقبل، بحيث نحد من إنتاج أجيال تعاني من العقد النفسية. فالهدف من التعليم أسمى بكثير من التلقين. فالطالب، وإن أجاد الامتحانات بحكم التلقين، لن يخطو خطوة واحدة نحو النجاح الحقيقي في الحياة.