«صناعة الخوصيات».. كتيب يوثّق موروثًا أصيلًا في القطيف

صدر حديثًا عن دار بسطة حسن للنشر والتوزيع بالقطيف كتيب بعنوان «صناعة الخوصيات.. توثيق تاريخي عن كل ما يخص الخوص» من تأليف طاهر بن محمد المدن. يأتي الكتيب في 38 صفحة، بحجم متوسط «14×21 سم»، ومزود بالصور التوضيحية.
يسلط الكتيب الضوء على مهنة «سف الخوص»، التي كانت جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية في محافظة القطيف، موطن النخيل ومهد الزراعة في الماضي، حيث انتشرت هذه الحرفة في كل بيت تقريبًا في قرى القطيف، إضافة إلى انتشارها في مناطق أخرى مثل البحرين والأحساء. يبيّن المؤلف أن صناعة الخوصيات لا تنحصر في بلدان الخليج العربي فقط، بل تمتد إلى كل بلد تُزرع فيه النخلة، مع وجود أدوات مشابهة تُصنع بمواد مستخلصة من الأشجار المحلية، مثل قصب السكر أو الحشائش أو حتى الأحزمة البلاستيكية حديثًا.
ويعتبر الكتيب بمثابة دليل توثيقي شامل يروي حكاية هذه الصناعة التقليدية، مع التركيز على جوانبها الثقافية والاجتماعية. لكنه لا يتطرق إلى تعليم القارئ مهارة سف الخوص، حيث يرى المؤلف أن هذه المهارة تُكتسب بالتدريب العملي مع مدربين متمرسين.
يمثل كتيب «صناعة الخوصيات» إضافة قيمة إلى المكتبة التراثية، حيث يفتح نافذة على موروث غني يكاد يندثر في ظل التحولات الحديثة، داعيًا إلى المحافظة عليه وتعريف الأجيال الجديدة بأهميته.