جودة الإدارة وإدارة الجودة
تُعتبر جودة الإدارة وإدارة الجودة من المجالات الحيوية التي تسعى المؤسسات لتحقيق التميز فيها لضمان النجاح والاستدامة في بيئات العمل التنافسية.
إن جودة الإدارة تعني: الكفاءة العلمية والعملية في الممارسة الإدارية للعناصر التالية: التخطيط، التنظيم، التنسيق، الإشراف، المتابعة، التقييم، التقويم، واتخاذ القرارات الصائبة..
وإن إدارة الجودة بمفهومها الحديث: تحسين نوعية الإنتاج أو الخدمات، ورفع كفاءتها والحد من الفاقة، وبالتالي كسب رضا المستفيد..
بمعنى أن جودة الإدارة تركز على عملية الرقابة واتباع الصيغ الرسمية لتحقيق أهدافها المرسومة سلفاً، وأن إدارة الجودة تركز على العميل وكسب رضاه بغض النظر عن الوقت والتكاليف المادية أو المعنوية المترتبة على ذلك.
خلاصة القول، إن جودة الإدارة لا بد أن تؤدي إلى إدارة الجودة، وإن مفهوم إدارة الجودة وجودة الإدارة لا يختلف كثيراً عن مفهوم التّقَنِيّة الذي يعني ببساطة الإجادة والإتقان: أي الإبداع بكل معانيه، فهل من مدكر لحديث رسول الله ”إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه“.
إن المتأمل لهذا التوجيه النبوي الكريم يجد أنه يشمل كافة الأعمال التي تمس جميع قطاعات المجتمع المختلفة دون استثناء، فالمعلم في مدرسته عليه أن يتحرى الإتقان عند تدريسه المواد المختلفة لطلابه، والطالب عليه أن يذاكر دروسه ويؤدي واجباته اليومية بإتقان، والعامل في مصنعه عليه أن ينجز أعماله بإتقان، والموظف في إدارته عليه أن يؤدي عمله ويخدم مراجعيه بإتقان، فإذا تم ذلك فإن الجودة تصبح دورة متكاملة في المجتمع وهذا ما وصلت إليه الدول المتقدمة على أرض الواقع، وليس مجرد حلم يصعب تحقيقه.
إذاً فالجودة من صميم ثقافتنا الإسلامية وإرثنا الحضاري، وعندما نسيناها وتخلينا عنها حين تخلفنا عن ركب الحضارة والتطور انتبهت إليها الأمم الأخرى وأدركت أهميتها في بناء اقتصاداتها فتبنتها كأسلوب عمل ومنهج حياة متكامل مما مكنها من الارتقاء بجودة صناعاتها ومن ثم القدرة على غزو الأسواق العالمية وبناء اقتصاديات متينة لبلادها.
تحتل المنطقة العربية مكانة متأخرة في مجال تبني شهادة مطابقة الجودة الآيزو 9000 حيث تبلغ حصتها 0,77% من إجمالي شهادات الجودة في العالم، بينما تبلغ حصة الصين 13,49%
ولذا فالعرب بحاجة ماسة إلى إعطاء أهمية أكبر لعنصري التدريب وتكنولوجيا المعلومات كمرتكزات أساسية على طريق الوصول إلى برامج الجودة الشاملة.
1. القيادة الفعالة:
- يتطلب تحقيق جودة الإدارة وجود قيادة قوية وقادرة على توجيه الفريق نحو الأهداف المرجوة.
- توفر القيادة الفعالة الرؤية والإلهام والتوجيه اللازم لتحقيق النجاح.
2. التخطيط الاستراتيجي:
- يشمل تحديد الأهداف ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتحقيقها.
- يساهم التخطيط الاستراتيجي في توجيه الموارد والجهود بكفاءة لتحقيق النتائج المرجوة.
3. التواصل الفعال:
- يلعب التواصل دوراً حاسماً في تحقيق جودة الإدارة من خلال نقل المعلومات بشكل واضح وفعال.
- يعزز التواصل الفعال التعاون والانسجام بين أفراد الفريق.
تشير إدارة الجودة إلى الأنشطة والتدابير التي تتخذها المؤسسات لضمان تحقيق أعلى مستويات الجودة في منتجاتها وخدماتها. تشمل إدارة الجودة العديد من الأدوات والتقنيات التي تهدف إلى تحسين العمليات وتقليل الأخطاء وتحقيق رضا العملاء.
1. التخطيط للجودة:
- يشمل تحديد معايير الجودة ووضع الأهداف والسياسات لتحقيقها.
- يتم التخطيط للجودة من خلال تحليل الاحتياجات والمتطلبات وتحويلها إلى مواصفات قابلة للتنفيذ.
2. الرقابة على الجودة:
- تتضمن مراقبة العمليات والمنتجات للتحقق من مطابقتها للمعايير المحددة.
- يتم استخدام أدوات مثل المخططات البيانية والإحصاءات لمراقبة الأداء وتحليل الانحرافات.
3. تحسين الجودة المستمر:
- تهدف إلى التحسين المستمر في جميع جوانب العمل من خلال تحليل البيانات وتحديد الفرص للتحسين.
- تتضمن استخدام أدوات مثل تحليل السبب والجذر (Root Cause Analysis) ومنهجيات مثل كايزن (Kaizen) وسكس سيجما (Six Sigma).
تعتبر جودة الإدارة وإدارة الجودة مترابطتين، حيث تؤثر جودة الإدارة بشكل مباشر على فعالية إدارة الجودة. القيادة الفعالة، التخطيط الاستراتيجي، والتواصل الفعال تساهم جميعها في تحسين إدارة الجودة وضمان تحقيق مستويات عالية من الأداء.
وختاماً، نستطيع أن نستدل من أن تحقيق جودة الإدارة وإدارة الجودة يتطلب جهداً متكاملاً من جميع أعضاء المنظمة. من خلال تطبيق الأدوات والتقنيات المناسبة والتركيز على التحسين المستمر، يمكن للمؤسسات تحقيق التميز والنجاح المستدام في بيئات العمل التنافسية.
