ما معنى ارتفاع معدل البطالة في الربع الثالث؟
أظهرت نتائج مسح سوق العمل السعودية للربع الثالث 2024 ارتفاعاً في معدل البطالة للسعوديين إلى 7,8% بمقدار 0,7 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثاني، حيث ارتفع معدل البطالة بين الذكور السعوديون إلى 4,7 بالمائة، وبين السعوديات إلى 13,6 بالمائة، فيما شهد معدل المشاركة في القوى العاملة بين السعوديين الذكور ارتفاعاً من 66,3 بالمائة في الربع الثاني 2024 إلى 66,9 بالمائة في الربع الثالث 2024، وارتفع معدل مشاركة السعوديات في القوى العاملة في الربع الثالث إلى 36,2 بالمائة من 35,4 بالمائة في الربع الثاني، في حين ارتفع معدل بطالة الشباب السعوديون «15-24 عامًا»: ارتفع معدل البطالة إلى 24,5 بالمائة.
ومن المفيد بيان أن قوة العمل تتكون من مجموع من يشغلون وظائفاً وكذلك الباحثين عن عمل ممن هم في سن العمل، فيما معدل البطالة يقتصر على فئة من قوة القوة الباحثة عن عمل ولم تجده، بمعنى أنه في الربع الثالث من العام 2024 من بين كل 1000 مواطن ومواطنة من قوة العمل نحو 78 شخصاً لم يجدوا عملاً ولا زالوا يبحثون.
في حين أن معدل المشاركة هو أوسع، حيث يشمل الفئة ممن هم في سن العمل تعمل أو تبحث عن عمل، وتحديداً في الربع الثالث من العام 2024 من بين كل 1000 مواطن ومواطنة ممن هم في سن العمل فإن 515 منهم منخرطون في قوة العمل «يعملون أو يبحثون عن عمل»، بزيادة 10 أشخاص مقارنةً بالربع الثاني 2024.
وثمة علاقة وشائجية بين معدل البطالة ومعدل المشاركة. وطلباً للتحديد نفصل:
1 - ارتفاع معدل البطالة في الربع الثالث بمقدار 0,7 بالمائة، يشير إلى أن مزيداً من الباحثين الجدد دخلوا سوق العمل، ما أدى إلى زيادة قوة العمل. وهذا لتزامن فترة إسناد مسح سوق العمل للربع الثالث مع فترة بدء حديثي التخرج من الجامعات والمعاهد البحث عن عمل. وهذا أمر يعني اقبالاً موسمياً على سوق العمل، وهو أمر مشجع كونه يتزامن مع فترة التخرج، ويتضح ذلك بالعودة إلى إحصاءات الربع الثالث للأعوام 2021 و 2022 و 2023. وهذه ظاهرة غير مقلقة إن كانت مؤقتة، بمعنى أن يقل عدد الباحثين عن عمل في الأرباع التالية. أما إن استمرت الظاهرة لعدة أرباع تتزايد خلالها أعداد الباحثين بالتزامن مع ارتفاع معدل البطالة، فذلك يعني تبايناً بين متطلبات سوق العمل ومهارات الباحثين عن عمل، ما يعني أن السوق خلق فرصاً لكن المعروض من مهارات لا يلبيها.
2 - على النقيض من الحالة في «1» أعلاه، أن يرتفع معدل البطالة تزامناً مع انخفاض معدل المشاركة، ما يعني أن شريحةً من الباحثين قد أُحبطت فأحجمت عن البحث عن عمل ونتيجة لذلك انخفض عدد الباحثين وبالتالي تقلص معدل المشاركة!