الإستعلاء والكبرياء.. هل لهما وجود في بيئتنا الإجتماعية
هذا تساؤل يتراود على ألسنة الكثير من شرائح المجتمع نتيجة معطيات سلبية حدثت على الواقع من خلال تجارب مريرة مرت مع بعض منا، عانينا خلالها من صدمات نفسية أحدثت خللا سكيولوجيا على مستوى العلاقات الإنسانية وتنافرا حادا، وذلك عائدا إلى التعالي والغرور والغطرسة المستأصلة في بعض النفوس المريضة لتفرض واقعا صعبا حتى ولو كان على حساب مشاعر الآخرين الذين لا حول لهم ولا قوة في طرح نظرتهم وآرائهم بما يتفق والصالح العام الذي يؤدي إلى لم الشمل وعدم التشتت في اتخاذ قرارات صائبة، وإلى رفع الروح المنوية وتثبيت النظرة الصائبة إلى بعض القضايا المجتمعية التي تحمي الجميع بدون ردود أفعال تكون عائقا في تهدئة الأوضاع واستقرار الأحوال لتعود إلى طبيعتها المعتادة.
ولكن أولئك المتعجرفين بسلوكياتهم الفضة وتعاليهم الواضح ينكؤون الجراح بكلمات تفرق الود والاحترام المتبادل إلى ضوضاء وفرض هيمنة وعنجهية بصراخهم وعويلهم كي لا يتركوا للآخرين من أبناء جلدتهم مساحة من التعاطي في الأخذ والرد الأخوي في دفع أي ضرر وأذى جانبي من قبل أناس متصيدين في المياه العكرة لإشعال حريق من الحرب الكلامية لا يكاد ينطفئ؛ لأن هناك قابلية من هؤلاء في عدم فك الاشتباك اللفظي والفعلي بين المتجادلين الذين منهم من يريد أن يهدأ الأمور والانفعالات والإشكالات الحاصلة، ولكن أولئك المتغطرسين والإنفعالين يصرون على آرائهم في خلق جو ضبابي من الفرقة وعدم قبول بما يطرحه الآخرون حتى ولو كان في مصلحة الجميع الذين جل اهتمامهم ينصب في تبريد الأجواء، ولكن أهل الاستقواء والاستعلاء يجاهرون به في تقوية أغلاطهم وأطروحاتهم ليصمت العقلاء وأصحاب الرأي المعتدل، ونقول لو أسمعت لناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي.
نظرتي في نهاية المطاف أن خاتمة هذه العجرفة هو القطع والهجران وعدم التلاقي بين من كانوا في يوم من الأيام فريق واحد وصداقة مستدامة، ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه، فما بنته الأيام هدمته تلك الغرائز إلا أخلاقية ولا إنسانية، والله من وراء القصد.